منزلة و فضل حروف البسملة

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ، مُنَزِّلَ القُرآنَ، هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وأنزَلتَ فيهِ آياتٍ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى والفُرقانِ. اللَّهُمَّ ارزُقنا صيامَهُ، وَأعِنّا عَلى قيامِهِ.(*)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد.

نحن نعلم أننا لا نستطيع أن ندخل في عمق التدبر و معرفة الأسرار ، و ما زلنا على أسوار معاني الحروف، لأن منزلة الحروف شيء عجيب، و هناك أسرار لا يصل إليها إلا المصطفين عن طريق وحي أو موروث من المعصومين عليهم السلام.

شرح أمير المؤمنين (عليه السلام) لابن عباس باء بسم الله في تمام ليلة ولم يتعد حرف السين، ثم قال: لو شئت لأوقرت أربعين بعيرا من شرح بسم الله .

في كتاب الإحقاق قال: وروينا عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان يقول: لو شئت لأوقرت لكم ثمانين بعيرا من معنى الباء.

وفيه : إن جميع أسرار الكتب السماوية في القرآن، وجميع ما في القرآن في الفاتحة، وجميع ما في الفاتحة في البسملة في باء البسملة، وجميع ما في باء البسملة في النقطة التي تحت الباء.

وفيه : أخذ بيدي الإمام علي ليلة فخرج بي إلى البقيع وقال: إقرأ يا بن عباس فقرأت بسم الله الرحمن الرحيم فتكلم في أسرار الباء إلى بزوغ الفجرة.

وقال: يشرح لنا علي نقطة الباء من بسم الله الرحمن الرحيم ليلة، فانفلق عمود الصبح وهو بعد لم يفرغ>>(1)

أما فضل الحروف فشيء عجيب أيضا حيث تُبين لنا الروايات عن عظيم حروفها:

فعن النبي صلى الله عليه و آله في رواية طويلة يتكلم عن آية البسملة: <<ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله الطيبين، منقادا لأمرهم، مؤمنا بظاهرهم وباطنهم، أعطاه الله عز وجل بكل حرف منها حسنة، كل حسنة منها أفضل له من الدنيا وما فيها من أصناف أموالها وخيراتها ومن استمع قارئا يقرأها كان له قدر ثلث ما للقارئ، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم، فإنه غنيمة لا يذهبن أوانه، فتبقى في قلوبكم الحسرة>>.(2)

و الشاهد فيها: <<أعطاه الله عز وجل بكل حرف منها حسنة، كل حسنة منها أفضل له من الدنيا وما فيها من أصناف أموالها وخيراتها>>.

والرواية قد عددت شرطين:

 1-الولاية: وهو الإيمان بظاهر المعصومين و باطنهم.

2- والانقياد لأمرهم صلوات الله عليهم .

شرطان فيهما الخير الكثير و عدمهما لا شيء بل حسرةٌ و ندامة.

يا أيها الذين آمنو و أطاعوا الله والرسول و أولي أمر منكم في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ}(3) أنتم الذين مع الذين: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}(4).

– عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و آله قال:<<ه من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله له بكل حرف أربعة آلاف حسنة ومحا عنه أربعة آلاف سيئة ورفع له أربعة آلاف درجة>>. (5)

– وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و آله قال: <<من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر، فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، فإنها تسعة عشر حرفا، ليجعل الله كل حرف منها جنة من واحد منهم>>(6).

 وَقَالَ قَتَادَةُ: الزَّبانِية عِنْدَ الْعَرَبِ الشُّرَطُ، وَكُلُّهُ مِنَ الدَّفْع، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ بَعْضُ الْمَلَائِكَةِ لِدَفْعِهِمْ أَهل النَّارِ إِلَيْهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ} وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الزَّبانية الْغِلَاظُ الشِّدَادُ، وَاحِدُهُمْ زِبْنية، وَهُمْ هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ}، وَهُمُ الزَّبانية(7).

————————————————

1 – الشاهرودي -مستدرك سفينة البحار – – ج 1 – الصفحة 269.

2 – تفسير الإمام العسكري (ع) – المنسوب إلى الإمام العسكري (ع) – الصفحة  29.

3 – النساء 59.

4 – يونس 62.

5 – السيد البروجردي – جامع أحاديث الشيعة -ج15- الصفحة 150.

6 – الطوسي – تفسير مجمع البيان- ج1-الصفحة 50.

7- ابن منظور – لسان العرب- ج13-194.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *