معنى مفردة لفظ الجلالة { الله } عزً وجلً ٣*

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ، مُنَزِّلَ القُرآنَ، هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وأنزَلتَ فيهِ آياتٍ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى والفُرقانِ. اللَّهُمَّ ارزُقنا صيامَهُ، وَأعِنّا عَلى قيامِهِ.(*)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد.

                                                                          معنى مفردات البسملة

 لازلنا في معرفة معنى مفردة لفظ {الله} جل جلاله  فلا نتوقف عند ما قاله المفسرون ، مع علمهم بهذا أي يعلمون ان ليس باستطاعتهم ولا استطاعة أحد الوصول  إلى كنه معرفته عزَّ وجلَّ، و لكن نص القرآن و نصوص المعصومين عليهم السلام أوقفوا الناس عند بعض البعض من معاني لفظ الجلالة ، و نكرر الكلام فيه لأن المفسرين التزموا برواية واحدة أو اثنتين مع العلم بأن التكثر في استقراء المعاني أو إحصائها من العبادات المستحبة، ولها لذة عبادية تأملية خاصة ، و المقصود هنا في الإحصاء ليس عد المعاني ، ولكن معرفتها بشروط من النصوص الشرعية لكي لا تصل إلى الحرمة .

و من النصوص ما جاء في القرآن الكريم وقد سبق الكلام فيه وما جاء من المعصومين عليهم السلام منها:

1-عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة مولى رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) قال : سئل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : بم عرفت ربك ؟ قال : بما عرفني نفسه .

 قيل : وكيف عرفك نفسه ؟

 قال : لا يشبهه صورة ولا يحس بالحواس، ولا يقاس بالناس ، قريب في بعده ، بعيد في قربه ، فوق كل شيء ولا يقال شيء فوقه ، أمام كل شيء ولا يقال  له أمام ، داخل في الأشياء لا كشيء داخل في شيء ، وخارج من الأشياء لا كشيء خارج من شيء ، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره ولكل شيء مبتدأ .(1)

2- علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن أسماء الله واشتقاقها ، ما هو مشتق الله؟ 

قال : فقال لي : يا هشام الله مشتق من إله والإله يقتضي مألوهاً والاسم غير المسمى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر، ولم يعبد شيئا ، ومن عبد الله الاسم والمعنى فقد كفر، و عبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد أفهمت يا هشام ؟ 

قال : فقلت زدني!

 قال : إن لله تسعة وتسعين إسماً فلو كان الاسم هو المسمي لكان كل اسم منها إلها، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء وكلها غيره ، يا هشام الخبز اسم للمأكول، والماء اسم للمشروب ، والثوب اسم للملبوس، والنار اسم للمحرق، أفهمت يا هشام فهماً تدفع به وتناضل به أعداءنا والمتخذين مع الله جل وعز غيره ؟ 

قلت : نعم .

قال : فقال : نفعك الله به وثبتك يا هشام .

قال هشام : فهو الله ما قهرني أحد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا .(2)

3- محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة قال : سأل نافع بن الأزرق أبا جعفر ( عليه السلام ) : فقال أخبرني عن الله متى كان ؟ 

فقال : متى لم يكن حتى أخبرك متى كان ؟ سبحان من لم يزل ولا يزال فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ».(3)

—————————————————-

*- السيد ابن طاووس – إقبال الأعمال -ج 1-ص 78.

1- الكليني/الكافي ج1/ص86

2- نفس المصدر/ص87

3- نفس المصدر/ص88

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *