- التطبيق السابع و العشرون - 22 مارس,2024
- التطبيق السادس و العشرون - 20 مارس,2024
- التطبيق الخامس و العشرون - 19 مارس,2024
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ، مُنَزِّلَ القُرآنَ، هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وأنزَلتَ فيهِ آياتٍ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى والفُرقانِ. اللَّهُمَّ ارزُقنا صيامَهُ، وَأعِنّا عَلى قيامِهِ.(*)
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد.
معنى مفردات البسملة
لازلنا في معرفة معنى مفردة لفظ {الله} جل جلاله فلا نتوقف عند ما قاله المفسرون ، مع علمهم بهذا أي يعلمون ان ليس باستطاعتهم ولا استطاعة أحد الوصول إلى كنه معرفته عزَّ وجلَّ، و لكن نص القرآن و نصوص المعصومين عليهم السلام أوقفوا الناس عند بعض البعض من معاني لفظ الجلالة ، و نكرر الكلام فيه لأن المفسرين التزموا برواية واحدة أو اثنتين مع العلم بأن التكثر في استقراء المعاني أو إحصائها من العبادات المستحبة، ولها لذة عبادية تأملية خاصة ، و المقصود هنا في الإحصاء ليس عد المعاني ، ولكن معرفتها بشروط من النصوص الشرعية لكي لا تصل إلى الحرمة .
و من النصوص ما جاء في القرآن الكريم وقد سبق الكلام فيه وما جاء من المعصومين عليهم السلام منها:
1-عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة مولى رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) قال : سئل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : بم عرفت ربك ؟ قال : بما عرفني نفسه .
قيل : وكيف عرفك نفسه ؟
قال : لا يشبهه صورة ولا يحس بالحواس، ولا يقاس بالناس ، قريب في بعده ، بعيد في قربه ، فوق كل شيء ولا يقال شيء فوقه ، أمام كل شيء ولا يقال له أمام ، داخل في الأشياء لا كشيء داخل في شيء ، وخارج من الأشياء لا كشيء خارج من شيء ، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره ولكل شيء مبتدأ .(1)
2- علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن أسماء الله واشتقاقها ، ما هو مشتق الله؟
قال : فقال لي : يا هشام الله مشتق من إله والإله يقتضي مألوهاً والاسم غير المسمى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر، ولم يعبد شيئا ، ومن عبد الله الاسم والمعنى فقد كفر، و عبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد أفهمت يا هشام ؟
قال : فقلت زدني!
قال : إن لله تسعة وتسعين إسماً فلو كان الاسم هو المسمي لكان كل اسم منها إلها، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء وكلها غيره ، يا هشام الخبز اسم للمأكول، والماء اسم للمشروب ، والثوب اسم للملبوس، والنار اسم للمحرق، أفهمت يا هشام فهماً تدفع به وتناضل به أعداءنا والمتخذين مع الله جل وعز غيره ؟
قلت : نعم .
قال : فقال : نفعك الله به وثبتك يا هشام .
قال هشام : فهو الله ما قهرني أحد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا .(2)
3- محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة قال : سأل نافع بن الأزرق أبا جعفر ( عليه السلام ) : فقال أخبرني عن الله متى كان ؟
فقال : متى لم يكن حتى أخبرك متى كان ؟ سبحان من لم يزل ولا يزال فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ».(3)
—————————————————-
*- السيد ابن طاووس – إقبال الأعمال -ج 1-ص 78.
1- الكليني/الكافي ج1/ص86
2- نفس المصدر/ص87
3- نفس المصدر/ص88