معنى مفردتي الرحمن و الرحيم ١*

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ، مُنَزِّلَ القُرآنَ، هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وأنزَلتَ فيهِ آياتٍ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى والفُرقانِ. اللَّهُمَّ ارزُقنا صيامَهُ، وَأعِنّا عَلى قيامِهِ.(*)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد.

                                                                          معنى مفردات البسملة

معنى مفردتي الرحمن و الرحيم ١*

من المعلوم أن الرحمن والرحيم مشتق من الرحمة،

و رحمة الله عز وجل لها عدة معاني، و هي الوقاية، و عطاء النعم التي لا تحصى، مع الرأفة، و اللطف، و المغفرة بشروطها… و غيرها من المعاني.

و هناك لحاظ كثيرة لرحمة الله منها:

الأولى:

إن رحمة الله عزوجل مقدمة على سائر صفاته و أسمائه و الدليل على ذلك تكرارها في كل سورة إلا سورة التوبة، فعن جعفر الصادق عليه السلام أنه قال: <<البسملة تيجان السور>>(1).

-و عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): <<ما خلق الله من شئ إلا وقد خلق له ما يغلبه، وخلق رحمته تغلب غضبه>>(2).

-و عنه  (صلى الله عليه وآله): <<إذا مر المؤمن على الصراط فيقول: {بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ} طفئت لهب النيران، و تقول جز يا مؤمن فإنّ نورك قد أطفأ لهيبي(3).

– الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى الحليم العليم، إنما غضبه على من لم يقبل منه رضاه، وإنما يمنع من لم يقبل منه عطاه، وإنما يضل من لم يقبل منه هداه… كتب على نفسه الرحمة، فسبقت قبل الغضب فتمت صدقا وعدلا (4).

و يمكن لأحدهم يقول أنت في صدد معنى الرحمة و ليس في ذكر لحاظ الرحمة ، نقول: لا نستطيع أن نحصر معنى رحمة الله عزوجل ، و أن رحمة الله عز وجل من معانيها أنها غالبة على جميع الصفات، و مقدمة أيضا، و لكن بشروط نذكرها في موضعها.

الثانية:

إن رحمة الله عز وجل وسعت كل شيء إلا الذين ذكرهم في سورة البراءة، و بطبيعة الحال وسعت رحمته في الدنيا، و لكن في العوالم التي تأتي بعد عالم الدنيا إذا عرض الله لهم الدين الصحيح و عاندوا، و هم رفضوه رحمته الواسعة، مثل الذين  عرض عليهم الدين الصحيح في الدنيا ورفضوه.

– الإمام زين العابدين (عليه السلام) – لما قيل له إن الحسن البصري قال: ليس العجب ممن هلك كيف هلك وإنما العجب ممن نجى كيف نجى! -: أنا أقول: ليس العجب ممن نجى كيف نجى، وأما العجب ممن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله!! (5).

– عنه (عليه السلام): لا يهلك مؤمن بين ثلاث خصال:

<<شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وشفاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسعة رحمة الله عز وجل >>(6).

– عنه (صلى الله عليه وآله): لو تعلمون قدر رحمة الله تعالى لاتكلتم عليها (7)

  • روي أن كميل بن زياد النخعي رأي أمير المؤمنين عليه السلام ساجدا يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان: <<اللهم! إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شئ………>>.(8) 

يتبع… تكملة رحمته الواسعة العامة و الخاصة ..

و الحمدلله رب العالمين 

————————————————

*- السيد ابن طاووس – إقبال الأعمال -ج 1-ص 78.

1- تفسير القرطبي ج1 – ص 92.

2- الريشهري – ميزان الحكمة -ج2-ص 1049

3- الطبرسي – مجمع البيان – ج 1- ص 19

4- الكليني –  الكافي:ج ٨ – ص 52 -حديث 1

5- المجلسي – البحار: ج78 -153 -حديث17 وص 159 -حديث10.

6- نفس المصدر.

7-  الريشهري – ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج 2 – الصفحة 1049

8-الشيخ الطوسي – مصباح المتهجد – الصفحة 844

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *