العلاقة مع الله (فقه الأخلاق)

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين حبيب قلوب العالمين أبي القاسم محمدبن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
في الشرع الشريف هناك أوامر ونواهي من المولى عزوجل للعباد،فالأوامر التي أتت على نزح البئر إذا وقعت فيه دجاجة فثلاثة دلاء، والبطة سبع، حتى يصل إلى نزحه كله وكذلك الحيوان الجلال وهو في الأصل حلال قبل جلله ويحتاج إلى العودة لطهارته أياما معدودة .
فكما قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم :
(إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ)
(أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمُ الْخَبَائِثُ) صدق الله العلي العظيم
فهذه النفس الإنسانية التي أمرها الله بالالتزام بالطيبات ماذا سيحدث لها إذا ارتكبت فاحشة ، إذا أكلت شبهة، إذا أكلت حراما، إذا اعتدت على محارم ، فنحن لانريد ان نذهب ونتكلم عن شرائع الاسلام باجمعها لأن الموضوع دقيق وبحثه عميق ولكن نأخذ مفردة من هذه المفردات وهي الالتزام ببقاء أحدنا على الطهارة والتزامنا بالوضوء قبل النوم وبعد النوم وقبل الدرس واثنائه مثلا،  وللوضوء آثار لو فرضنا أن الإنسان ينام ثلث العمر،   أوليس هذا النوم هو غفلة ؟! لأننا إذا جئنا إلى قول المعصوم عليه السلام : أن الوضوء قبل النوم أوالنوم على وضوء عبادة .. فمن هنا في هذه الملحوظة ينقلب ثلث العمر من غفلة إلى عبادة ، وينقلب الدرس  وتحصيل العلم والذكر والتلاوة وغيرها من العبادة المستحبة ، فإن هذه الأفعال مع الوضوء تنقلب حسنات، وإذا ذهبنا إلى تعداد هذه الأعمال فإننا نرى أن دوام البقاء على الوضوء هو دوام بقائنا على الطاعة والعبادة ، فذكرٌ يترقى مع الوضوء ، وذكر أهل البيت عليهم السلام يترقى آثاره مع الوضوء ، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله عند ماجاء نفر من اليهود إلى رسول الله (ص) فسألوه عن مسائل ، وكان فيما سألوه:اخبرنا يامحمد ،لأي علة توضَّأ هذه الجوارح الأربع وهي أنظف المواضع في الجسد؟ فقال(ص): لما ان وسوس الشيطان إلى آدم (ع) دنا من الشجرة فنظر إليها،فذهب ماء وجهه، ثم قام ومش إليها ،وهي أول قدم مشت إلى الخطيئة ،ثم تناول بيده منها ما عليها وأكل فتطاير الحلي والحلل عن جسده ،فوضع آدم يده على أم راسه وبكى ،فلما تاب الله عليه فرض الله عليه وعلى ذريته تطهير هذه الجوارح الأربع فأمره الله عزوجل بغسل الوجه لما نظر إلى الشجرة وأمره بغسل اليدين إلى المرفقين لما تناول بهما وأمره بمسح الرأس لما وضع يده على أم رأسه وأمره بمسح القدمين لما مشى بهما إلى الخطيئة .
وأما في المحرمات فإذا كان البئر الذي يمكننا أن نستغني عنه أو الدجاج الجلال أن تستغني عنها أيضا فإن العلماء الأبرار يرون  أن إعادة استعماله يحتاج لنزح دلاء، أو استبراء الدجاجة من تغذيتها على النجاسة يحتاج إلى لأيام ، فعلى هذا الكلام كم تحتاج أنفسنا إلى الاستبراء مع وقوع شبهة عليها او إذا تحكم الحرام فيها ؟ أو تعشعش شيطان على راسها ؟! وهذا الأمر يطول ولايسعى ذكره الآن، نؤجله للمحاضرة الثانية..
 والحمدلله رب العالمين و الصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
حسين المولى
النجف الأشرف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *