رواية ودرس

حقوق الجار في الإسلام

أضف تعليق
الشيخ زهير الشيخ محمد الشيخ جعفر الخال
Latest posts by الشيخ زهير الشيخ محمد الشيخ جعفر الخال (see all)

رواية ودرس 10

? روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): ( مازال جبرائيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه فمن قصر في حقه عداوة أو بخلا فهو آثم ). شرح رسالة الحقوق ج٢، ص١٧٢.

? لقد خَصَّ الإسلامُ الحنيف الجار بعنايةٍ خاصةٍ، لما للجوار من دور كبير في حركة المجتمع التكاملية، فإن للجار على الجار آداب وحقوق حددتها الشريعةُ السمحاء تُشبِهُ حقوق الأرحام، وللجوار تأثير متبادل على مسير الحياة الأُسرية.

? فقد قرن القرآن الكريم عبادة الله سبحانه والإحسان إلى الوالدين والأرحام بالإحسان إلى الجار في قوله تعالى: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ } سورة النساء/ ٣٦.

وحق الجوار لا ينظر فيه إلى الإنتماء العقائدي والمذهبي، بل هو شامل لمطلق “الإنسان”، فعن النبي الأكرم(ص) قوله: ( الجيران ثلاثة، فجار له ثلاث حقوق: حق الجوار, وحقّ القرابة, وحق الإسلام. وجار له حقان: حقّ الجوار وحقّ الإسلام. وجار له حقّ الجوار: المشرك من أهل الكتاب ). التبيان، للشيخ الطوسي ج٣،ص١٩٤.

? ومما يلفت الإنتباه أن كلمة “الجار” لفظ ذو دلالات شتى، فالجار هو المجاور في المسكن، والجار الشريكُ في العقار أو التجارة، فكل من يجاورك في عمل، في مقعد الدراسة، في مسكن، في مركب، له حق الجوار.

فلهذا بينَّ النبي (ص) ما يترتبُ من آثار سلبية على الذي يؤذي جاره، فقال (ص): ” من آذى جاره حرّم الله عليه ريح الجنة، ومأواهُ جهنم وبئس المصير، ومن ضيع حق جاره فليس منـا “. آمالي الصدوق ص٢٥٦.

حتى دعا (ص) إلى تفقد أحوال الجيران وتفقد حاجاتهم، فقال: ( مـا آمـن بي مَن بَاتَ شبعان وجارُهُ جائِـع ). وسائل الشيعة ج١٢، ص١٣٠.

فلذا جعل النبي (ص) إكرام الجار من علامات الإيمان، فقال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فاليكرم جاره ). المحجة البيضاء ج٣، ص٤٢٢.

? فطوبى للمُحسِن إلى جيرانه بِمغفِرة الله عز وجل، قال النبي (ص): ( من مات وله جيران ثلاثة كلهم راضون عنه غُفِرَ لـه ). تحف العقول- الحرّاني- ص79.

خادم الآل

الميرزا زهير الخال

النجف الأشرف

يوم الجمعة ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٥هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *