من مقامات الصديقة الزهراء (ع)

الشيخ زهير الشيخ محمد الشيخ جعفر الخال

رواية ودرس 11

? روي رسول الله (ص): ( إن الله اختار من النساءِ أَربَعاً مريم وآسية وخديجة وفاطمــة ).

الخصال ج١ ص١٨٥.
? شخصِيةٌ عظيمةٌ بالقداسة والطهارة، جَعلها الله تَباركَ وتعالى محور أهل البيت “عليهم السلام”، هي الصديقة الطاهرة سيدةُ نساءِ العالمين فاطمة الزهراء “ع”، التي قال عنها نبيُ الإِسلام الأكرم (ص): ( فاطمةٌ حوراءٌ إنسية، فكُلما اِشتِقتُ إلى رائحة الجنة شممتُ رائِحَة ابنتي فاطمة ). آمالي الصدوق ص٥٤٦.

? جاء في ” حديث الكساء ” القدسي الذي روته السيدة الزهراء “ع”: حينما سأل جبرئيل ربه عمن تحت الكساء، أجابه الله عز وجل أن الذين هم تحت الكساء: ( هُم فاطِمةُ وأَبوها وبعلها وبنوها ).

إن هذا الأسلوب وهذه الطريقة في التعريف طريقةٌ خلافُ القاعدة والأصل، فإن قاعدة التعريف تقتضي تعريف الفرد الأعلى ثم ما دونه، ولا شك ولا ريب أن رسول الله (ص) أفضل من ابنته فاطمة “ع”، وفي نص الجواب الإلهي ذكرَ اللهُ سبحانهُ وتعالى سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء “ع” أولاً بإعتبارها المحور في النص المقدس.

? السؤال: لماذا عرف الله تعالى الرسول وأهل بيته “ع” عن طريق فاطمة الزهراء “ع” رغم أن الملائكة والسائِل المَلَك جبرئيل كانوا يعرفونهم جيداً ؟

والجواب هو: أن هذه الطريقة في التعريف تحكي وتعبر عن المنزلة والمقام السامي للطاهرة الجليلة السيدة الزكية فاطمة الزهراء “ع”، وقد أشار الله عز وجل من خِلال هذه الإجابة والعبارة المختصرة إلى عظمة وجلالة مرتبة سيدة نساء العالمين “ع”.

? ولذا قَرَنَ رسول الله (ص) في مواطن عديدة رضا فاطمة برضى الله عز وجل، وغضبها بِغضَبِ الرب سبحانه، فقال (ص): ( إن الله يغضَبُ لِغَضَبِ فاطِمة ويرضى لرضاها ). عيون أخبار الرضا للصدوق ج2 ح176 ص51.

ومما هو جَلِيٌ لعظمتها “عليها السلام” ما رُويَّ عن الإمام أبي جعفر “ع” أنهُ قال: ( لما وُلِدَتْ فاطمة “ع” أوحى اللهُ إلى مَلَكٍ فأَنْطَقَ بِهِ لِسان محمد (ص) فسماها فاطِمة، ثم قال إني فَطَمْتُكِ بالعلم وفطمتُكِ من الطَمَث، ثم قال أبو جعفر: والله لقد فطمها بالعلم وعن الطمث في الميثاق ).البحار ج43 ص13.
اللهم ثَبِتنـا على مَحَبَةِ الصديقةِ الزَهراء “عليها السلام”.

خادم الآل

الميرزا زهير الخال

النجف الأشرف

الأحد ٧ جمادى الأولى ١٤٣٥هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *