من مقامات البضعة الزهراء (ع)

الشيخ زهير الشيخ محمد الشيخ جعفر الخال

رواية ودرس 12

? روي رسول الله (ص): ( فاطمة بضعةٌ مني من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله ).

علل الشرائع للصدوق ج١ ص١٨٧
? لقد تعلقَ رسول الله (ص) بإبنته الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء “ع” تعلقاً خاصاً لما كان يرى فيها من وعي وتقوى وإخلاص فأحبها حُباً شديداً، وكان إذا أراد (ص) السفر جعلها آخر من يُودع، وإذا قَدِمَ من سفره جعلها أول من يلتقي به.

وكان إذا دخلت عليه وقفَ لها إجلالاً واحتراماً وقبلها ويناديها بـ “أُمِ أبيها”.

ويمكن استفادة عدة معانٍ من قوله (ص) لفاطمة “ع” بأنها أم أبيها، ومن تلك المعاني:

– أن الزهراء البتول “ع” كانت تراعي وتداري رسول الله (ص) كما تراعي الأُم ولدها، وكان (ص) يحترمها كما يحترم أمه، فقد كان يجد منها العطف والرقة والشفقه والأنس فكانت بمثابة أمه من هذه الناحية.

– ذكر أن النكتة من هذه الكنية هو محض اظهار المحبة، فإن الإنسان اذا احب ولده أو غيره وأراد أن يظهر في حقه المحبة قال (يا أُماه) في خطاب المؤنث، و (يا أبتاه) في خطاب المذكر. تنزيلاً لها بمنزلة الأم والأب في المحبة والحرمة.

– اظهار أفضلية السيدة الزهراء (ع) على نساء النبي (ص) فإذا كانت النساء أُمهاتُ المؤمنين فالزهراء “ع” أُم أبيها. وهذا ما ذكره الأربلي في كشف الغمة ( أن النبي (ص) يعظم شأنها (أي فاطمة) ويرفعُ مكانها وكان يكنيها بـ أم أبيها ).

– إن أم كل شيء أصله فعليهِ يمكن أن يُقال أن فاطمة هي أصلُ شجرة النبوة.

ومع كل ذلك، فقد جائتهُ يوماً تشكو إليه ضعفها – في البحار عن علل الشرائع – وتعبها في القيام بعمل المنزل وتربية الأولاد وتطلب منه أن يهب لها جارية تخدمها، فلم يستجب لطلبها بل استبدل ذلك بأمر آخر، عبر عنه (ص) بقوله: ( أُعطيكِ ما هو خيرٌ لك من ذلك ).، وعلما تسبيحةً خاصة تُستحبُ بعد كل صلاة، وهي التكبير أربعاً وثلاثين مرة، والتحميدُ ثلاثاً وثلاثين مرة، والتسبيحُ ثلاثاً وثلاثين مرة، وهذه التسبيحة عُرفت فيما بعد بـ ( تسبيحة الزهراء ).

هكذا يكونُ البيتُ النبوي ، حيثُ أنه يتجاهب الأمور المادية ويعطي الأهمية للأمور المعنوية ذات البعد الروحي والأخروي.

فلذا روي عنه (ص): { أحبُ أهلي إِليَّ فاطمة }. ينابيع المودّة ج 2 باب 59 ص 479.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى شهادة الصديقة الزهراء “ع”.
خادم الآل

الميرزا زهير الخال

الجمعة ١٢ جمادى الأولى ١٤٣٥هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *