أستاذ الفقهاء وزعيم الحوزة العلمية آية الله العظمى الإمام أبو القاسم الموسوي الخوئي

الشيخ زهير الشيخ محمد الشيخ جعفر الخال

? يُعجِزُ المتكلمين في سيرته ويقف المترجم حائرا في حياته، الفقيه الكبير أستاذ الفقهاء زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف، سماحة آية الله العظمى الإمام السيّد أبو القاسم ابن السيّد علي أكبر بن هاشم الخوئي (قدس الله نفسه الزكية).
? ولد في الخامس عشر من رجب الأصب 1317ﻫ بمدينة (خوي) في إيران.

بعد أن تعلّم القرآن الكريم والقراءة والكتابة في بلده، سافر عام 1330ﻫ إلى مدينة النجف الأشرف لدراسة العلوم الدينية، وكان معروفاً بذكائه وقوّة ذاكرته، ولمّا بلغ عمره ستّ عشرة سنة أخذ يحضر دروس البحث الخارج عند أساتذة حوزة النجف الأشرف.

ولم يقتصر على دراسة الفقه والأُصول، بل واصل دراسته للعلوم الأُخرى، كعلم الكلام، والتفسير والمناظرة، والحكمة والفلسفة، والأخلاق والسير والسلوك، والرياضيات والحساب الاستدلالي، والهندسة والجبر.
? من اساتذته:

– الشيخ محمّد حسين الغروي الإصفهاني المعروف بالكُمباني.

– الشيخ فتح الله الإصفهاني المعروف بشيخ الشريعة.

– الشيخ محمّد حسين الغروي النائيني.

– الشيخ ضياء الدين العراقي.

– أبوه السيّد علي أكبر.

– الشيخ محمّد جواد البلاغي.

– الشيخ مهدي المازندراني.

– السيّد حسين البادكوبي.
? أقوال العلماء فيه:

1ـ الشيخ علي الهمداني(قدس سره): «لم أرَ بعد وفاة الشيخ النائيني أحداً مثل السيّد الخوئي متمكّناً من المادّة الدراسية، بحيث إنّه كان يلقي الدرس بأكمله باللغة العربية الفصيحة».

2ـ السيّد محمّد رضا الكلبايكاني(قدس سره): «كان السيّد الخوئي شمساً مضيئة على العالم الإسلامي في الفقاهة على مدى خمسين عاماً».

3ـ السيّد علي الخامنئي(دام ظله): «كان عالماً فقيهاً، عظيم الشأن، ومرجعاً كبيراً من مراجع هذا العصر».

? الحوزة العلمية في زمانه:

لم تتعرض المرجعية الدينية في تاريخها وحوزتها العلمية منذ تحولها من بغداد إلى النجف الأشرف عام ٤٤٩ للهجرة (١٠٥٧م)، على يد شيخ الطائفة الإمام الطوسي (قدس سره)، إلى ظرف قاهر مشابه، كالذي مرت به خلال مرجعية الإمام السيد أبوالقاسم الموسوي الخوئي، اذ تزامنت مرجعيته مع حكم جائر في العراق جعل من الشيعة والتشيع هدفا لطغيانه وإرهابه، خصوصا بعد الثورة الإسلامية في ايران، ألتي قلبت كثيرا من الموازين واعتبرها النظام البعثي في العراق خطرا مباشرا عليه، لذلك جعل من الشيعة والمدن الشيعية هدفا لهذا الطغيان، وفي تلك الظروف الصعبة الموجهة ضد الحوزة العلمية، كانت مهمة المرجع الأعلى الإمام الخوئي تكاد تنحصر في المحافظة على دور الحوزة واستقلالها، لمتابعة مهامها العلمية والفقهية، واستمرار الدور التاريخي لمدينة النجف الأشرف، ألتي تضم مرقد اميرالمؤمنين الإمام علي بن ابي طالب(ع)، في احتضان الحوزة الدينية ومعاهدها العلمية.

في حين ارادت السلطة العراقية انحياز المرجعية إلى جانبها في مواقفها اللاانسانية واللااسلامية، وخصوصا في حروبها الظالمة مع الجيران، وطالبت السلطات الإمام بإصدار فتوى ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية. وعندما رفض ذلك رضوان الله تعالى عليه، كشرت السلطات العراقية أنيابها، وكانت أول بادرة اجرامية منها هى الاعتداء على منزل نجله الأكبر المغفور له السيد جمال الدين في محاولة لقتله عام ١٩٧٩م، والذي اضطر من جرائها مغادرة العراق إلى سوريا حتى توفي بعدها في ايران عام ١٩٨٤م.

كما قامت السلطات باعتقال مجموعات كبيرة من رجال الدين وتلامذة الإمام في الحوزة العلمية واعدمت الكثيرين منهم، وفي مقدمتهم تلميذ الإمام وابنه البار الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وفي عام ١٩٨٠م قامت السلطات بتفجير سيارة الإمام الخاصة وهو في طريقه إلى جامع الخضراء لأداء صلاة الظهر، وقد نجا من تلك الحادثة بأعجوبة بالغة كذلك تم اعدام الشهيد آية الله السيد محمد تقي الجلالي معاون الإمام الخاص في عام ١٩٨٢م، وفي عام ١٩٨٥م اغتيل صهر الإمام سماحة الشهيد آية الله السيد نصر الله المستنبط، بواسطة زرقه بإبرة سامة، كما اعتقل نجل الإمام الشهيد السيد ابراهيم، وصهر الإمام الشهيد السيد محمود الميلاني، وأكثر من مائة من افراد اسرته ومعاونيه من العلماء. ( مؤسسة الخوئي الإسلامية ).
? وفاته:

تُوفّي(قدس سره) في الثامن من صفر 1413ﻫ بالنجف الأشرف، ودُفن سرّاً بعد منتصف الليل ـ حسب أوامر قوّات النظام العراقي البائد ـ بمسجد الخضراء في جوار حرم الإمام علي(عليه السلام).

جمع واعداد وتنسيق

خادم الآل

الميرزا زهير الخال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *