الغضب، مفتاح كل شر

الشيخ زهير الشيخ محمد الشيخ جعفر الخال

رواية ودرس 14
? روي عن الإمام الصادق “عليه السلام”:

( الغضبُ مِفتاحُ كل شر ). الكافي، ج٢، ص٣٠٢.
? الغضبُ كما عرفه صاحب كتاب “جامع السعادات”: ( كيفية نفسانية موجبة لحركة الروح من الداخل إلى الخارج للغلبة، ومبدؤُهُ شهوة الإنتقام ).

حالةٌ تُخرِجُ الإنسان عن سلطان العقل، وتجعلهُ وحشاً لا يهمه إلا الإنتقام.

وهي حالةٌ لها آثار سلبية على الإنسان والمجتمع، فهيَّ تفسد أخلاق الإنسان إذا اتصف بها، وتفسد المجتمع إذا ما دخلت فيه.

وقد بين أهل بيتِ العصمة “عليهم أفضل الصلاة والسلام” آثار الغضب، وأمروا الإنسان المسلم المؤمن أن يجتنب الغضب، لأنَّ الغضب يُفسِدُ الإيمان، فلهذا شبهَهُ النبي (ص) بـ الخل الذي يفسد العسل، عن رسول الله (ص): ( الغضبُ يُفسِدُ الإيمان كما يفسد الخلّ العسل ). الكافي، ج٢، ص٣٠٢.

? والغضبُ يُوَرِثُ العدوات والأحقاد التي تحرق المجتمع، مثلما تأكُل النارُ الحَطبَ، لأنَّ الغضب من أشدِ جنود إبليس التي يستخدمها لتدمير الإنسان، وأيضاً شدةُ الغضب كما قال أميرالمؤمنين “ع”: ( شدة الغضب تغير المنطق وتقطع مادة الحجة وتفرق الفهم ). بحار الأنوار، ج68، ص 428.

ولهذا الغاضبُ مصيرهُ إلى النار، كما أكد الإمام الباقر “ع”: ( إن الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتى يدخل النـار ). الكافي، ج٢، ص٣٠٢.

? لقد خاطب الله سبحانه نبيهُ موسى “ع” كما هو مكتوبٌ في التوراة: ( يا موسـى أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكفُ عنكَ غضبي ) الكافي، ج٢، ص٣٠٢.، فعلى الإنسان المؤمن أن يُمسك غضبه ليكون من أهلِ ” وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ “.

? للغضب علاج، ومن علاجهِ التفكرُ فيما وردَ في ذم الغضب ومدح كظم الغيظ والحلم والعفو، وأن يجلس من فوره إذا كانَّ قائِماً وذلك مجرب.

ومن أعظم المجربات ومِن أهمِ علاج للغضب هـو ” الوضــوء “، عن النبي (ص): ( إذا غضب أحدكم فليتوضأ وليغتسل فإن الغضب من النار ) بحار الأنوار: 70/ 272.، وفي رواية أخرى: ( الغضبُ من الشيطان وأن الشيطان خُلِقَ مِنَ النار وإنما يطفئ النارَ الماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ).
خادم الآل

الميرزا زهير الخال

النجف الأشرف

الجمعة ٥ جمادى الأولى ١٤٣٥هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *