فريضةٌ بها تستقرُ الأمور

الشيخ زهير الشيخ محمد الشيخ جعفر الخال

رواية ودرس 16

? روي عن الإمام الصادق “ع”:

( وَيلٌ لِقَومٍ لا يَدينُونَ الله بالأمرِ بالمعروفِ والنَهي عن المُنكَر ).

الكافي ج5 ص57.
? سَبيلُ الأنبياءِ ومنهاجُ الصُلحاء، أَهمُ الفرائِض الإسلامية، التي بها تستقيمُ الأمور، وتُردُ المظالم، وتعمر الأرضُ كما عبر أئمةُ الهدى من آل بيت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

? من أعظمِ الواجبات الدينية ” الأمرُ بالمعروفِ والنَهي عن المُنكرِ ” التي تجب على الإنسان، وخصوصاً في هذا الزمان الذي عَمَّت فيهِ الفِتَنُ وانتشرت الضلالة وانعدمت القيمُ والفضائل.

? ويستَدَلُ على وجوبِها بقولِ الله عز وجل:

( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) سورة آل عمران، آية 104.

وعن سول الله (ص): ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ولم يوقر كبيرنا، ولم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر) مستدرك الوسائل ج12 ص185.، وقول أمير المؤمنين (ع): ( قُوامُ الشَرِيعةِ الأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر ) ميزان الحكمة ج3 ح 1940.

فلما أمرنا الله سبحانه وأهل البيت (ع) بأداءِ هذه الفريضة المقدسة، كذلك نهوا عن تركها أشدَ النهي، والتهاون فيها، فتركها يترتب عليه انحرافُ المجتمعِ وزيغِهِ عن سُنن العدل وطريقِ الصواب، فتركها يترتب عليه أيضاً آثارٌ عكسية في حياة الأُمة فيسودُ الباطل ويعبث فيها.

? فعن جابر عن أبي جعفر الباقر (ع) قال: ( أوحى الله إلى شعيب النبي: إني معذبٌ من قومِكَ مائةَ ألف، أربعين ألفاً من شرارهم وستين ألفاً من خيارهم، فقال: يا رب هؤلاء الأشرار فما بالُ الأخيار ؟ فأوحى الله عز وجل إليه: داهنوا أهل المعاصي فلم يغضبوا لغضبي ). الكافي : 5/56 ، كتاب الجهاد ، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ح1.

وروي عن النبي محمد (ص): ( لا يزال الناس بخيرٍ ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر، فإذا لم يفعلوا ذلك نُزِعَتْ منهم البركات وسلّط بعضهم ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء ). وسائل الشيعة ج11، ص398.
? ولهذه الفريضةِ الواجبة شروط:

العلم بكونه معروفاً أو منكراً ليأمن من الخطأ، والعلم بالتأثير ولو بشكل جزئي، والقدرة والتمكن منه وعدم ترتب الضرر عليه، وأن يكون مرتكب المنكر أو تارك المعروف مصراً على عمله.

وينبغي أن يكون الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ملتزماً هو بنفسه لكي يؤثر على الآخرين.

روي عن أميرالمؤمنين (ع) قوله: ( من تَرَكَ انكار المنكر بقلبه ويدهِ ولِسانه فهو ” ميتُ الأحياء ” ). ميزان الحكمة ج3، ص1951.
خادم الآل

الميرزا زهير الخال

النجف الأشرف

الأحد ٢٨ جمادى الأولى ١٤٣٥هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *