مفتاحُ الخبائث

الشيخ زهير الشيخ محمد الشيخ جعفر الخال

رواية ودرس 17
? روي عن الإمام الحسن الزكي العسكري “ع”: ( جُعِلت الخبائِثُ كُلُها في بيتٍ وجُعِل مفتاحُها الكذب ). بحار الأنوار ج٧٢، ص٢٦٣، الحديث: ٤٦.
? الكَذِبُ من الكَبائِر، ومِن أَبْشَعِ العُيوبِ والجرائِم، أساسُ كُل رذيلة، وأقذَرُ الصفات، ومن موانِع الخير.

? الكذِب هو: الإخبارُ بما ليسَ بواقع، وهو مما حرمتهُ الشريعةُ الإِسلامية ونَهت عنه.

? نهى الله عز وجل عن الكذب في كتابه الكريم، فقال عز وجل: ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) سورة النحل، آية ١٠٥.، وقال سبحانه: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ) سورة غافر، آية ٢٨.، هذا وعيد شديد يدل على أن المسرفين والكذابين متوعدون بأن لا يهديهم الله، وأن لا يوفقهم.

? وقد أكد أهل البيتِ (عليهم أفضل الصلاة والسلام) على النهي عن الكذب، وقد استفاضت الرواياتُ الشريفةُ في ذلك، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ( ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقول الزور ) -أي الكذب-. المحجة البيضاء ج٥، ص٢٤٢.

? ورويَّ عن الإمام الباقر “ع” قوله: ( إن الكذبَ هو خـرابُ الإيمان ) ميزان الحكمة: ج8، ص3541، ح17406.

? وأكد مولانا أميرالمؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) على النهي لجدِ الكذب وهزله، فقال “عليه السلام”: ( لا يَجِدُ عبدٌ طَعمَ الإِيمان حتى يَترُكَ الكَذِبَ هزلهُ وجِده ) الكافي ج٢، ص٣٤٠.

? ونهت الروايات المباركة عن مصاحبة الكذاب فقال الإمام علي”عليه السلام”: ( إياك ومصاحبة الكذاب فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب ) الكافي ج٢، ص٢٧٩.

? وإن من مساوئ الكذب أنهُ باعثٌ على سوء السمعة، ويضعف ثقة الناس ببعضهم البعض، ومضيعةٌ للوقت، وأنهُ يورثُ الفقر، كما قال أميرالمؤمنين”ع”: ( اعتياد الكذب يورثُ الفقر ). الخصال للشيخ الصدوق.

? وجعل الله في كتابه المجيد اللعنة على الكاذبين فقال جل وعلا: ( فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) سورة آل عمران آية ٦١.
? ومما يسود مواقع التواصل الإجتماعية اليوم هو الكذب على الله ورسوله والأئمة بنشر الروايات الكاذبة وهو من الكبائر، ومن المفطرات للصائِم، ففي الخبر: ( إذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم من الكذب )).
? ” كذبة أبريل ” من المساوئ المنتشرة في المجتمع هذا اليوم، فهي لا تبتعد عن عنوان الكذب الحرام حتى ولو كانت للتسلية والمزاح.

يُحدد يوم لِمعصية الله عز وجل، يومٌ يحددُ لِنَشرِ الشائِعاتِ والأكاذيب.

? البشر يحتفلون بالكذب !!

يعني أن الأخلاق غادرت، مع العلم بأن الله سبحانه وتعالى ميز الإنسانية عن البهيمية بالأخلاق.

فقد ورد عن الإمام السجاد(عليه السلام) : ” اتّقوا الكذب الصغير منه والكبير ، في كل جدّ وهزل، فإنّ الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير، أما علمتم أنّ رسول الله (ص) قال: ما يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله صدّيقاً، وما يزال العبد يكذب حتى يكتبه الله كذّاباً “. الكافي ج٢، ص٣٣٨.

اللهم اجعلنا من الصادقين ولا تجعلنا من الكاذبين.
خادم الآل

الميرزا زهير الخال

النجف الأشرف

الثلاثاء ١ جمادى الآخرة ١٤٣٥هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *