باب الحوائج الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)

الشيخ زهير الشيخ محمد الشيخ جعفر الخال

رواية ودرس 18
? روي عن الإمام الكاظم (ع) في رسالة بعثها إلى هارون الرشيد من الحبس: ( إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نقضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون ). تاريخ بغداد ج ١٣، ص ٣٢.
? سابِعُ إمام من أئمة الهدى من العترة الزكية الطاهرة، فَذٌ من أفذاذِ العقل الإنساني ومن كبار أئمة المسلمين، وأحد شموع ذلك الثقل الأكبر الذي أضاء الحياة الفكرية في الإسلام.

إن للإمام الكاظم (ع) سيرة ندية عطرة مباركة قد امتازت بأنها سلسلة جهاد متواصل، وثورة عارمة على أئمة الظلم والطغيان، الذين اغتصبوا الخلافة الإسلامية من أهلها بالغلبة والقوة.

ولم يقتصر الإمام وحدهُ ما لاقاهُ من المحن والمصائب والخطوب فقد شاركَهُ فيها جمهور شيعته والقائلين بإمامته (ع) فقد واجهوا من العناد والجهد ما لا سبيل إلا تصويره، ويعود السبب في ذلك إلى إيمانهم الوثيق بالإمامة وهو عنصر أساسي في كيانهم العقائدي.
? له (عليه أفضل الصلاة والسلام) من الألقاب ماتدل على مظاهر شخصيته، ونواحي عظمته:
– الصابر: لأنه صبر على الآلام والخطوب التي تلقاها من حكام الفساد والفراعنة الطغاة. المناقب ج٤، ص٣٢٣.
– العبد الصالح: لقب بهذا اللقب لعبادته واجتهاده في الطاعة، حتى صار مضرب المثل في عبادته، صاحب السجدة الطويلة. أعلام الورى ص٢٩٤.

وقال سبط ابن جوزي: ( ويدعى بالعبد الصالح لعبادته واجتهاده بالليل ). تذكرة الخواص ص٣٤٨.

وقال ابن حجر الهيتمي: ( وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم ). الصواعق المحرقة ص١٢١.

وقال الذهبي: ( وكان موسى من أجود الحكماء، ومن العباد الأتقياء، وله مشهدٌ معروفٌ ببغداد ). ميزان الاعتدال ج٤، ص٢٠٢، رقم ٨٨٥٥.

وقال يحيى بن الحسن بن جعفر النسّابة: ( كان موسى بن جعفر يدعى العبد الصالح، من عبادته واجتهاده ). تهذيب التهذيب ج١٠، ص٣٤٠، رقم ٥٩٧.
– الكاظم: لما كظمه من الغيظ عما فعل به الظالمون من التنكيل حتى قضى شهيداً مسموماً في ظلمات السجون. أعلام الورى ص٢٩٤.، وقال الشيخ محمد الصبان: ( ولقب بالكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه ). اسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار ص٢٢٦.

وقال ابن عنبة: ( وكان عظيم الفضل رابط الجأش، واسع العطاء، لقب بالكاظم لكظمه الغيظ وحلمه ..). عمدة الطالب ص١٩٦.

وقال ابن شهر آشوب: ( وسمي الكاظم لما كظمه من الغيظ وغض بصره عما فعل الظالمون به، حتى مضى قتيلاً في حبسهم، والكاظم الممتلئ خوفاً وحزناً ). المناقب ج٤، ص٣٢٣.
– باب الحوائج: وهذا أكثر ألقابه ذكراً، وأشهرها شيوعاً وانتشاراً، اشتهر بين العام والخاص أنه ما قصده مكروب إلا فرج الله آلامه وأحزانه، يقول شيخ الحنابلة وعميدهم أبوعلي الخلال: (ماهمني أمر فقصدتُ قبر موسى بن جعفر إلا سهل الله تعالى لي ما أُحب). تاريخ بغداد.

وقال ابن الصباغ المالكي في كتاب الفصول المهمة ص ١٣١: ( وهو المعروف عند أهل العراق بـ { باب الحوائج } إلى الله وذلك لنجح قضاء حوائج المسلمين ).
يقول الشاعر:

يا سميَّ الكَليم جئْتُكَ أسعى

نحو مغناك قاصِداً من بلادي

ليسَ تُقضى لنا الحوائجُ إلا

عِندَ باب الرَّجــاءِ جَدِّ الجَوادِ
? كانت مدة إمامته (ع) ٣٥ سنة كما في كتاب الفصول المهمة ص٢٤١.، عاصر فيها مجموعة من حكام الجور من بني العباس، آخرهم الطاغية هارون الرشيد الذي نقله في عدة سجون حتى أمر بدس السم إليه فقتله.

ومدة سجنه غير معلومة بالدقة، فبعض المؤرخين من يقول: أربع سنوات، والآخر يقول: سبع سنوات، وثالث يقول: أربعة عشر سنة.

ومقتضى التحقيق أن الإمام عليه السلام لم يسجن أكثر من خمس إلى سبع سنوات متفرقة

منها أربع سنوات متواصلة. حياة الإمام الكاظم للشيخ باقر شريف القرشي (قدس سره).
? ” اللهم صلِّ على محمد وأهل بيته وصلِّ على موسى بن جعفر وصيِّ الأبرار وإمام الأخيار وعيبة الأنوار ووارث السكينة والوقار والحِكم والآثار “.
خادم الآل

الميرزا زهير الخال

النجف الأشرف

السبت ٢٤ رجب الأصب ١٤٣٥هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *