تمهيد

الميرزا الشيخ عباس العصفور
Latest posts by الميرزا الشيخ عباس العصفور (see all)

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين ..

بعدما أجاب علماؤنا الأجلاء على كثير من فرضيات الملحدين وفلسفاتهم المفسرة للحقائق العلمية باعتمادهم الاحتمالات حتى لو كانت خيالية تعتمد على الصدفة حتى لو كانت من المستحيلات برزت في مجتمعاتنا ظاهرة أخرى وهي اللاأدرية..

قد رفض أهل العلوم المختلفة فكرة إدخال الفلسفة التفسيرية بشكلها العام وسعتها الحالية التي تقترح الاحتمالات المفتوحة حتى من جزء العلة واستنباط العلل غير التامة بتصورات مجردة وإن أعطوها الصفة التفسيرية إلا أنهم يرون أن مخرجاتها غير ملزمة لعلماء العلوم التقليدية الواضحة التي لا يتطرق الشك إلى مخرجات نتائجها المعتمدة على الحدود الواضحة في الأقيسة وعللها التامة..

فالتفسير بلا ضوابط ولا مقدمات منتجة بالطرق التبرعية مرفوض عند أهل الاختصاص وهو أحرى بأن يكون ضربا من ضروب الجهل التي يمارسها كثير من المتطفلين على العلوم والاختصاصات.

وفد ضعف الكثير من الملحدين المعتمدين لنظريات عملت على محاولات إثبات صدفية الكون وصدفية الخلق لكثرة احتمالات المصادفات مع امتناع المادة في الواقع الفعلي عن تحولات تصوروها مجردة عن القوانين الطبيعية الملزمة التي أحرجتهم واقعا..

ولكن الصبغة العلمية في الطرح ممزوجا بالترويج الإعلامي وإلزام دراسة هذه النظريات أكاديميا دفعت البعض لحفظها وجعلها حية تقريبا في أذهان بعض الأكاديميين وصارت الحقيقة تكلف الانسان أن يصبح عالما أحفوريا أو فيزيائيا ليكتشف بعدها أنها كانت مجرد تصورات مجردة وأن العلم الإحتمالي المتغير والمتجدد بكافة فصوله واختصاصاته يحتاج لمعرفة بعقل فطري يضبطه ويحدد الصحيح والخاطيء والمشكك منه بمعاييره الأولية في عقل كل إنسان لا تختلف بصمته بين عاقل وآخر كما يقولون.

فالقضية في كل حالاتها مدارها إنكارهم الفطرة والعقل الأولي ثم محاولة مخاطبة الناس بسفسطة خاصة وعقول مشككة عبر منهج نقضي لكل ثابت عكس احتمالاتهم بمنهجية المصادرة على المطالب.

إن منهج النفي والأثبات واضح وبسيط في كثير من حالاته ويتركب ويتعقد كلما استدعى المطلوب نظرا أبعد وأعمق وكلما احتاج المستدل إلى وضع حدود للمفاهيم أكثر جمعا أو منعا بحسب الوجه المبحوث والمنظور، فالاستدلال المباشر والأقيسة والحجج ملزمة لجميع الأطراف لبداهة حجية الطرق المتسالم عليها والتي توصل للمطلوب.

ولكن اتباع منهج نقض الاثبات والنفي في وجه واحد هو ما استغربه العلماء في كافة العلوم، ولا يكاد زمان يخلو من مثيري الشك في العلوم!

وكذلك ظهرت في كل الأديان فرق تشكك بكل ما يخص عوالم الإنسان وحقيقة وجوده حتى خالها البعض من صميم عقائد مذاهب بعض الأديان كالغنوسية المنسوبة للمسيحية والشافيك عند البوذيين وغيرها ..

تطورت هذه المنهجية المشككة لتصبح حالة عند كتابنا والصحفيين وأعمدة المقالات المثيرة للشكوك من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون لتثير موجة من الإلحاد التي يجب الانتباه لها قبل أن نجد جيلا أهوجا لا يؤمن بأي شيء حقيقة كانت أو دينا، علما أو معرفة، وهل الجهل إلا كذلك؟!

الحمد لله رب العالمين

تعليق واحد على “تمهيد”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *