- الفكر و الكلمة - 9 يونيو,2017
- أسلوب الدعوة إلى لله - 3 مايو,2017
- نعمة الإحسان - 26 مارس,2017
بسم لله الرحمٰن الرحيم
[responsivevoice_button voice=”Arabic Male” buttontext=”القارئ الآلي”]
* الحمدلله على ماعرفّنا من نفسه و ألهمنا من شكره ، و فتح لنا من أبواب العلم بربُوبيته ودلنا عليه من الإخلاص له في توحيده ،و جنّبنا من الإلحاد و الشك في أمره ،و وفهمنا في أحكام دينه ، و صَلَّى لله علَى أشرف خَلِيفَة وخاتم أنبيائه و صفوة بريّته محمد بن عبدلله وعلى إبن عمه علي بن أبي طالب عليه السَلام ، وأما بعد ..
الكثير منّا يُحب أن يدعو الناس الى الطريق طريق الحق الذي لا ضلال بَعْدِه لكن طريقة الدعوة الى الله لا تكون بتشدد ،و المغالطة و الصراخ لكن تكون على أُسس علمية قال عزّ القائل :
{ ادْعُ إِلٓى سّبِيلِ رَبٌكٓ بِالْحِكْمَةِ وَالْمٓوْعظٓةِ الْحٓسٓنٓةِ …} -الأية ١٢٥ سورة النحل –
أما قولُ (جل شأنه) … {بِالْحِكْمٓةِ} إشارة إلى الجانب المنطقي و الأدلة العلمية .
و أما قولُ (جل شأنه) … {وَالْمٓوْعظٓةِ الْحٓسٓنٓةِ} إشارة إلى الجانب العاطفي أو النفسي .
فأجمل مثال يحتذى بهِ هي قصّة الإمامين الحسنين (ع) مع الشيخ الذي لايعرف الوضوء وجوابهما المؤدب :
مرّ الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام) ، على شيخ يتوضأ فوجداه لا يحسن الوضوء وكانا عليهما السلام آنداك طفلين صغيرين ، إلا أنّ الواجب الديني يحتم عليهما أن يرشداه ويعلماه كيفيّة الوضوء الصحيح ، ولكن كيف يعلمانه بصورة لا يتأثّر نفسيّا منها؟
إن أخبراه بأنّ وضوءه غير صحيح ، يولّد هذا التوجيه أثرا” سيئا” على نفسه ، إضافة إلى أنّه ربما اعتبر هذا الإرشاد بمثابة تحقير موجه له !
فكّر الإمامان بأسلوب أنهما يستطيعان أن يرشداه إلى الصواب بصورة غير مباشرة ، لجأ حينئذٍ إلى التنازع الظاهري بينهما فأخذ كل واحد منهما يقول للآخر أنت لا تحسن الوضوء ، وأخيرا”، اتّفقا على أن يجعلا الشيخ حكما” بينهما ، فتقدما إليه وقالا له أيُّها الشيخ كن حكما” بيننا ، وافق الشيخ على ذلك فتوصأ كل منهما والشيخ ينظر ، ثم قالا أيُّنا يحسن الوضوء ، فقال لهما إنّكما تحسنان الوضوء ولكن الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن وتعلم منكما ..
* أساليب الدعوة فهي و إن كانت تختلف من زمان إلى زمان و من مكان إلى آخر بل و من شخص إلى آخر و من وسيلة إلى أخرى إلا أن ما عرضه الأئمة عليهم السلام في كلامهم لشيعتهم و بالأخص في الروايات الصحيحة حول هذا الجانب فهو واف كاف :
عن الامام الصادق (ع) : ” كونوا دعاة لنا بغير السنتكم
[وسائل الشيعة ج١٥ ص٢٣٢ -٢٤٨ ]
* لا يكفي أن يحمل الإنسان هدفاً نبيلاً وفكرة صحيحة كي ينجح في دعوته بل لابد من مراعاة الأسلوب الجميل و الطريقة المناسبة لإيصال الدعوة الصحيحة و الممثلة للاسلام .
والحمدُللهِ رب العالَمين ..
٤ شعبان ١٤٣٨ هـ
الموافق : ٢٠١٧/٥/١ م
الميرزا حُسَيْن النُعَيمِي