نظريات الخلاص والمخلص

الميرزا الشيخ عباس العصفور
Latest posts by الميرزا الشيخ عباس العصفور (see all)

بسم الله الرحمان الرحيم

[responsivevoice_button voice=”Arabic Male” buttontext=”القارئ الآلي”]
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين..

التمهيد

عكفت البشرية على دراسة وبحث اليوم الأخير في التاريخ البشري، وقد تعددت نظرياتهم في ذلك بين الكلامية والأسطورية والتأويلية والفلسفية، كل بحسب رؤيته، وكل من منطلقه الخاص..
لو استقرأنا النظريات المطروحة في العالم لوجدناها متعددة على عدة مناهج، وعلى عدة منطلقات وأساسيت فكرية تفرعت عنها تلك النظريات، فمنها :
*نظريات التيارات العالمية والنزعات والحركات الفكرية الوضعية التي ترى أنها من يصنع الخلاص، كالماركسية والليبرالية وأشباهها..
*نظريات الأديان المختلفة بين العلويات والأساطير والحكم المتعالية كاليونانية والبوذية والهندوسية والزرادشتية وأمثالها.
* نظريات المذاهب الإسلامية فيما بينها .
فلو جمعت في تقسيم استثنائي لوجدنا منها الروحي والوضعي والاسطوري، ولكن الخلاف في آخر المطاف يدور بين مفهوم الخلاص و وشخصية المخلص، وفي هذه النقطة والارتكازيات كتبت البحوث وألفت العبارات والقضايا، واشتدت المناظرات..
فالنهايات بشكل عام قد شغلت الفلاسفة كما شغلت غيرهم بحسب المشارب الخاصة، فمنهم من لجأ للمنهج الطبيعي في التعاطي مع القضايا، ومنهم من لجأ للمنهج السماوي والعقائدي في نفس سمت التقسيم السابق .
فالطبيعيون قد اختلفوا في نظرياتهم وقراءاتهم لهذه النهاية بين المناهج التأريخية أو الاجتماعية أو المادية الكيميائية والفيزيائية الطبيعية والتفسيرية، بمعايير عقلية ملزمة كالرياضيات وحسابيات مقنعة خاصة.
لم ينتهي الجدل عند العلماء الطبيعيين والدينيين حتى طال السياسيين وعرابيهم بحسب ميولات أنظمتهم السياسية الدارجة تحت الخضوع للقوانين أو التحرر منها بكيفية تحفظ لكل مؤسسي أنظمتهم هيكلياتها كل بحسبه ليضمنوا نتيجة نهائية لما وعدوا به أتباعهم ومؤيديهم والباحثين الداعمين للنظام الذي ينتمون له.
إن الاستقراء في مثل هذا المبحث يكاد أن يكون غير منتهي المطاف، فبين الاستدارة والتداخل والرجوع لنقطة البداية، وبين الاسترشاد بمرشد يحتم النهايات كما ينبغي أن تكون خاضعة لواجب الوجود..
هذا للمتفائلين بالتطور والنمو، وهناك المتشائمون ، حيث يرون نظريات الانتهاء التدميري، الحروب، تصادم الحضارات والفناء النهائي وخراب الإنسان وحضارته وفنائه بلا مخلص ولا خلاص..
وطول مسير هذا المبحث قد يحتاج لأكثر من موسم للوصول لنتائجه المقنعة، كما أنه قد يحتاج لمصادر كثيرة حيث التعمق والتطويل في المناقشة، ولكنني حاولت المشاركة في موسم الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف منبعثا تحت بعث الأب سماحة العلامة السيد الغريفي والآباء العظام بما يتحمله وقت الموسم بسلسلة من مناقشات بالاستدلالات المباشرة والسهلة للتعرف على نظرة العالم في النهاية والخلاص، ومعرفة الغث والسمين فيها .. ومعرفة نظرة الدين في ذلك .

نسأل الله القبول

ميرزا عباس العصفور

النجف الأشرف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *