شرح دعاء اليوم الثاني

أدعية شهر رمضان
اليوم الثاني

الشيخ حسين الشيخ علي المولى

اللَّهُمَّ قَرِّبني فيهِ إلى مَرضاتِكَ، وَجَنِّبني فيهِ مِن سَخَطِكَ وَنَقِماتِكَ، وَوَفِّقني فيهِ لِقِراءَة آياتِكَ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
قوله صلى الله عليه وآله : (اللَّهُمَّ قَرِّبني فيهِ إلى مَرضاتِكَ) هناك عوامل تقرب العبد إلى مرضاة الله فتوصله إلى ماذكره عزوجل في محكم كتابه:(وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، هذا جزاء من دخل في مرضات الله، والتزم كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: {وأوصاكم بالتقوى وجعلها منتهى رضاه وحاجته من خلقه} ، وروي عن الإمام زين العابدين عليه السلام: {إن أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله}.
ونحن في أيام الله وبركته نأمل ونرتجي الوصول إلى عوامل الرضا لله سبحانه وتعالى، ومنها ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام: {علامة رضى الله سبحانه عن العبد، رضاه بما قضى به سبحانه له وعليه}.
ويقول صلى الله عليه وآله في دعائه:( وَجَنِّبني فيهِ مِن سَخَطِكَ وَنَقِماتِك) ،هناك عوامل يجب علينا كعبيد لله الابتعاد عنها، وتجنب الوقوع فيها، لأنها توجب سخط الله ونقمته، فما ورد عن النبي صلى الله عليه واله وسلم بمايوجب السخط والنقمة: {جور سلطانهم ،وغلاء أسعارهم،وطلب مرضاة الناس بما يسخط الله-كان حامده من الناس ذاماً}، فكان أمير المؤمنين عليه السلام يوصي ولاته بهذا ،ففي ماكتبه عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر: {إن استطعت أن لا تسخط ربك برضا أحد من خلقه فافعل}.
ومن أعظم الأفعال التي توجب نقمة الله على الناس: التهاون في الدماء، فعن الإمام علي عليه السلام في كتابه إلى مالك الأشتر حين ولاه مصر: {إياك والدماء وسفكها بغير حلها،فإنه ليس شئ أدنى لنقمة ولا أعظم لتبعة..من سفك الدماء بغير حقها}؛ وقال عليه السلام : {رب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة}، فلنعود أنفسنا في هذا الشهر المبارك على الكلم الطيب.
ويقول في دعائه:( وَوَفِّقني فيهِ لِقِراءَة آياتِك)،إنّ من أجلَّ التوفيقات الإلهية للصائمين العابدين: قراءة القرآن الكريم، ولو بعض آياته، فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: {من قرأ عشر آيات في الليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين}؛ ومن عدم التوفيق والابتعاد عن سفرة الموفقين من يكون همه النميمة والكذب والغيبة واللهو عن الله ، وترك الحضور في مواطن اللقاء الإلهي ، فقال عز ذكره في سورة السجدة: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُون)، و قد روي عن الإمام الباقر عليه السلام: قرّاء القرآن ثلاثة :
رجلٌ قرأ القرآن فاتخذه بضاعة، واستدّّر به الملوك، واستطال به على الناس ، ورجلٌ قرأ القرآن فحفظ حروفه ، وضيّع حدوده ، ورجلٌ قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على دائه ، وأسهر به ليله ، وأظمأ به نهاره ، وأقام به في مساجده ، وتجافى به عن فراشه .
فبأولئك يدفع الله عزّ وجلّ البلاء ، وبأولئك يديل الله من الأعداء ، وبأولئك ينزل الله الغيث من السماء ، فوالله لهؤلاء في قرّاء القرآن أعز من الكبريت الأحمر.
هذا شهر آيات الله تعطي كل متأمل فيه خيرا كثيرا فمن وفق لقراءته يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليك بقراءة القرآن، فإن قراءته كفارة للذنوب، وستر في النار، وأمان من العذاب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تعليق واحد على “شرح دعاء اليوم الثاني”

  1. سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    فضيلة الشيخ حسين المولى بوركت يمناك و سدد خطاك ونورت بالمعرفة و أعطاك ربي وعده للمؤمنين و هو أكبر جائزة ممكن للمؤمن الحصول عليها من بعد الهدايا الكثيرة و هي رضوانه وهي الفوز عظيم في قوله تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } وجعلك قائم مع قائم آل محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *