دعاء اليوم الرابع

الشيخ حسين الشيخ علي المولى
Latest posts by الشيخ حسين الشيخ علي المولى (see all)


اللَّهُمَّ قَوِّني فيهِ عَلى إقامَةِ أمرِكَ، وَأذِقني فيهِ حَلاوَةَ ذِكرِكَ، وَأوزِعني فيهِ لأَداءِ شُكرِكَ بِكَرَمِكَ، وَاحفَظني فيهِ بِحِفظِكَ وَسَترِكَ، يا أبصَرَ النَّاظِرينَ.

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة المؤبد على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.
روي قوله صلى الله عليه واله وسلم في دعائه:[اللَّهُمَّ قَوِّني فيهِ عَلى إقامَةِ أمرِكَ، وَأذِقني فيهِ حَلاوَةَ ذِكرِكَ]
قال الله عز وجل في محكم كتابه المبين:(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله)،تتعدد الأوامر الإلهية فتارة يكون الخطاب قرآني وتارة روائي لإقامة الأمر المتوجب على العبد ،كالصلاة والصيام والحج وغيرها…! فمن الواجبات في إقامتها يحتاج إلى قوة ليصل العبد فيه إلى أدنى الذكر،الذي يشغل باله أو ذهنه بذكر الله،فيكون الذكر الذهني تام لله وهناك الذكر اللفظي يستوجب عليه الثواب،فعن الإمام الصادق عليه السلام: (من كان ذاكراً لله على الحقيقة فهو مطيع ومن كان غافلاً عنه فهو عاص) فحلاوة الذكر تحتاج إلى الخضوع والخشوع، فعنه عليه السلام:(ومعرفتك بذكره لك، يورثك الخضوع والخشوع والاستحياء والانكسار وعشق العبادة)،التي تعطي العبد الحصن الإلهي، كقوله تعالى في محكم كتابه المبين:{الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله} وورد عن سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم:(من أعطي لساناً ذاكراً فقد أعطي خير الدنيا والآخرة)، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثة معصومون من إبليس وجنوده :الذاكرون لله و الباكون من خشية الله المستغفرون بالأسحار.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه:[وَأوزِعني فيهِ لأَداءِ شُكرِكَ بِكَرَمِكَ] إن من سوء العبد دخوله مصادق الآية الكريمة :{وقليل من عبادي الشكور} فلا يكتب في ديوان الشاكرين ، روي عن الإمام الباقر عليه السلام:(لا ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العباد). الشكر يحتاج إلى ذكر متواصل ، فيحدثنا صادق أهل البيت عليهم السلام:أوحى الله إلى موسى عليه السلام ياموسى أشكرني حق شكري ،فقال موسى:يا رب كيف أشكرك حق شكرك وليس من شكر أشكرك به إلا وأنت أنعمت به عليّ؟! فقال عزوجل: يا موسى شكرتني حق شكري حين علمت إن ذلك مني، فلنكن في هذه الأيام المباركة من الشاكرين لننهل من نعم الله علينا ونكون ممن اعطانا فشكرنا فكنا مصداق الآية الكريمة:{لئن شكرتم لأزيدنكم } .
يقول صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه:[وَاحفَظني فيهِ بِحِفظِكَ وَسَترِكَ، يا أبصَرَ النَّاظِرينَ] مازال العبد في حفظ الله إلى أن يدخل نفسه في شراك إبليس وجنوده، فقد ورد في الأخبار أن الله تعالى يستر عبده بستر حتى إذا تمادى في المعاصي يقول الله تعالى لملائكته: ارفعوا الستر عنه فيفضحه ولو في جوف بيته.
فقصة يوسف عندما رموه إخوته في الجب ونجاه الله وجعله على خزائن الأرض، ومن كموسى اذ كان في اليم وحيداً فحفظه الله وأرجعه إلى أمه، فحفظ أنبياء الله وأولياءه كانت حقا عليه عزوجل وما أعظم من أن نكون كأهل الكهف في حفظ الله وستره الأبدي لأنه البصير بعباده لا تأخذه سنة ولا نوم .
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *