- تفسير آية البسملة - 28 يناير,2016
- الشيخ حسين القديحي - 11 يناير,2016
- العلم - 11 يناير,2016
قال تعالى ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
العلوم تنقسم إلى قسمين: أحدهما العلوم الدنيوية التي هدفها الوصول إلى المآرب الدنيوية. و الآخر العلوم الأخروية التي يقصد منها البلوغ إلى مقامات و مراتب أخروية. قال رسول الله – صلى الله عليه و آله وسلم – : ” اغد عالماً ، أو متعلماً ، أو مستمعاً ، أو محباً ، ولا تكن الخامس فتهلك ” . فطلب العلم يكون من المهد إلى اللحد. و طلب العلم لا يقف عند عمر معين.
فالإنسان منذ ولادته يبدأ في التعلم. يتعلم عن طريق حواسه. فالله أنعم على الانسان بخمس حواس يستخدمها ليتعلم كيف يواجه هذه الحياة، و كيف يبني لنفسه مسارا في هذه الحياة. فهذا المولود الذي وهبه الله عقلا يستطيع به أن يترجم ما يدركه ببصره و سمعه و ذوقه و لمسه و شمه لتجارب يستفيد منها. أحيانا يخطأ و يصيب حتى يصل للصواب ،فهو يتعلم حتى من خطأه. و أحيانا يلاحظ أو يقلد الآخرين ليصل للفهم و الادراك. . كما شاهدنا في قصة الغراب الذي أرسله الله و شاهده قابيل و تعلم منه كيف يدفن أخيه بعد أن قتله . و ما وجود التطور التكنولوجي و المعلوماتي إلا نتيجة حاجة البشرية للعلم . و قد سهل هذا التطور الحصول على العلم و حفظه و تدوينه ليستفيد الاخرين منه.
للعلم مقام عظيم في شريعتنا الغراء ، فأهل العلم هم ورثة الأنبياء. فالاسلام سباق في الحث على العلم. فأول أية نزلت في القرآن هي اقرأ. ليتأمل الانسان في خلق الله و ليستدل على وجود الله سبحانه و تعالى بعقله. و بذلك أدرك الانسان أن كل علم يتعلمه و ينفعه سيصل به ليدرك عظمة خالقه، و أن عليه أن لا يتجبر فهناك من هو أعظم . و أن يا ابن ادم مهما تعلم ستغيب عنه حقائق كثيرة سيظل يبحث ليصل لها.
أرسل الله الأنبياء ليرشدوا بني البشر. ليهدوهم لطريق الحق . حياة الانسان لا تقتصر على علم دنيوي أو تحصيل علم ليعيش في حياته، فالانسان ينشد البحث عن الكمال و سمو نفسه و هذا لا يمكن تحقيقه إلا بتعلم ما ينفعه لآخرته ، و تعلم قوانين تسمو بأخلاقه و تعلم ما يهذب به نفسه ، و لا يتجبر و يفسد في الأرض . فالعلم بدون قوانين أخلاقية سيكون كالديناميت ، يمكن أن يستخدم في التعمير أو يمكن أن يستخدم في التدمير و الحروب. و هناك علوم غيبية لا تخضع للتجربة أو الملاحظة نتعلمها من الأنبياء الذين أوحى الله لهم بها .
و قد ورث العلماء دور الأنبياء في ارشاد الآخرين . و بناء على اجتهاد هؤلاء العلماء تمايزت مكانتهم العلمية.
وكان الاسلام سباقا في حفظ العلم للرجوع للتعلم منه فقد حوى كتاب الله الكريم قصص أمم سابقة لنتعلم منها . و فيه من البراهين و الأدلة لللوصول للحجية و لا مكان للظن و الجهل. أو التقليد بدون منطق . استخدم عقلك أيها الانسان لتدرك الحقيقة .
نحن في زمن وصل التقدم فيه للحصول على العلم في كل وقت و باسهل الطرق. و يمكن الحصول على أي علم من أي مكان بضغطة زر.فلا فائدة لعلم طي الكتمان أو محفوظا في الأوراق . قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خيركم من تعلم القرآن و علمه.
علي العالي