شرح دعاء اليوم العشرين


بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُمَّ افتَح لي فيهِ أبوابَ الجِنانِ، وَأغلِق عَنّي فيهِ أبوابَ النّيرانِ، وَوَفِّقني فيهِ لِتِلاوَةِ القُرآنِ، يا مُنزِلَ السَّكينَةِ في قُلوبِ المُؤمِنينَ.
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة المؤبدة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: (اللَّهُمَّ افتَح لي فيهِ أبوابَ الجِنانِ، وَأغلِق عَنّي فيهِ أبوابَ النّيرانِ)، النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا أعلى درجات الطلب من الله و أغلى منية لكل المريدين وأمنيتهم الأبدية وهي فتح أبواب الجنان لهم، قال الله عز وجل في سورة ص: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ}.
لذلك شهر الله مراد المريدين يتضرعون في دعائهم له فيه، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا استهل شهر رمضان غلقت أبواب النار، وفتحت أبواب الجنان وصفدت الشياطين.
فيلح الصائمون بالدعاء لدخولهم الجنان من باب علي عليه السلام، روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن حلقة باب الجنة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب، فإذا دقت الحلقة على الصفحة طنت وقالت: يا علي.

هناك روايات متعددة وكثيرة تصف الجنان وأبوابها، فحينما ذكرنا باب علي قدحت في الأذهان رواية تصف باقي الأبواب ،روي عن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه، عن جده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن للجنة ثمانية أبواب : باب يدخل منه النبيون والصديقون، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبونا، فلا أزال واقفاً على الصراط أدعو وأقول: رب سلم شيعتي ومحبي، ومن تولاني في دار الدنيا، فإذا النداء من بطنان العرش: قد أجيبت دعوتك وشفعت في شيعتك.
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: أحسنوا الظن بالله، واعلموا أن للجنة ثمانية أبواب عرض كل باب منها مسيرة أربعين سن.وهناك من المؤمنين من يتوسل لغلق أبواب النار، قال تعالى في سورة الحجر: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} ، روي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام عَلَى بَابِ دَارِهِ بِالْمَدِينَةِ، فَنَظَرَ إِلَى النَّاسِ يَمُرُّونَ‏ أَفْوَاجاً، فَقَالَ لِبَعْضِ مَنْ عِنْدَهُ: حَدَثَ بِالْمَدِينَةِ أَمْرٌ؟ فَقَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ وُلِّيَ الْمَدِينَةَ وَالٍ، فَغَدَا النَّاسُ يُهَنِّئُونَهُ، فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُغْدَى عَلَيْهِ بِالْأَمْرِ تَهَنَّأَ بِهِ، وَإِنَّهُ لَبَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّار.ِ
تغلق أبواب النار بمعرفة الفوز الأكبر فتقيهم ما يحذرون، روي عن أبي حمزة قال: كنت مع أبي جعفر عليه السلام: فقلت جعلت فداك يابن رسول الله، قد يصوم الرجل النهار ويقوم الليل ويتصدق ولا نعرف من إلا خبرا إلا أنه لا يعرف! فتبسم عليه السلام، فقال: ياثابت أنا في أفضل بقعة على ظهر الأرض لو أن عبدا لم يزل ساجداً بين الركن والمقام حتى يفارق الدنيا ولم يعرف ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا.
روي عنه صلى الله عليه واله وسلم في دعائه:(وَوَفِّقني فيهِ لِتِلاوَةِ القُرآنِ، يا مُنزِلَ السَّكينَةِ في قُلوبِ المُؤمِنينَ)

توفيق الرحمن الصائمين الصابرين أن يجعل الله لهم القرآن ربيعهم لنيل الحسنيين، روي عن الإمام الباقر عليه السلام قال: لكل شئ ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان.
فقراء القرآن هم الموفون بعهدهم بما عاهدوا الله عليه، روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده، وأن يقرأ منه كل يوم خمسين آية.
إن المداومين على تعاهده لهم مقامهم عند الله، إن سكينة الرحمن تنزل على قلوب من يتلون القرآن، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده.
لكل سكينة من الله على قلوب المؤمنين علو النفس فتطمئن بفوزها برضوان من الله قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ فالإيمان بالله يتممه الإيمان برسوله والثفلين ليزدادوا إيمانا على إيمانهم، كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ لذلك فالسكينة تنزل بمبايعة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، والتمسك بهم عليهم السلام، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى ، فليتمسك بحب علي وأهل بيتي ،و روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: من أحبنا أهل البيت، وحقق حبنا في قلبه، جرت ينابيع الحكمة على لسانه، وجدد الإيمان في قلبه.
اللهم أنزل علينا من سكينتك واجعلنا من المتمسكين بالأطهار عليهم السلام.
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *