دعاء اليوم الثاني والعشرين

اللَّهُمَّ افتَح لي فيهِ أبوابَ فَضلِكَ، وَأنزِل عَلَيَّ فيهِ بَرَكاتِكَ، وَوَفِّقني فيهِ لِموجِباتِ مَرضاتِكَ، وَأسكِنّي فيهِ بُحبوحاتِ جَنَّاتِكَ، يا مُجيبَ دَعوَةِ المُضطَرّينَ.

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة المؤبدة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: (اللَّهُمَّ افتَح لي فيهِ أبوابَ فَضلِكَ، وَأنزِل عَلَيَّ فيهِ بَرَكاتِكَ).

تتوالى أيام شهر رمضان المبارك ونحن نغرف من بحر علوم أهل البيت عليهم السلام لتحصيل الفضائل من الله عز وجل في شهره الشريف الفضيل، وتنزيل بركاته علينا الي نبتغيها، قال الله عز وجل في محكم كتابه المبين في سورة الجمعة{وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
أبواب فضل الله التي يفتحها علينا ونبغي فيها كل سبله التي يوصلنا بها إلى مفاتيحها مفتوحة بلطف منه، قال الله عز وجل في سورة الحديد: {سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}، كل أبواب فضل الله علينا أوردها في آياته الكريمة التي تفتح عقولنا وقلوبنا لمعرفة ان خلقه لنا فضلٌ وإيماننا فضلٌ والولاية والصحة والحياة والرزق لنحيا كلها فضائله وتأييداته على خلقه .
قال الله عزوجل في سورة الأنفال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }، والتقوى رأس كل فضائله علينا التي بها يوجب على المسلمين الالتزام بما أمرهم من صلاة وحج وصيام، وكثير هي فضائله على عباده، فمثلا: الصوم فضيلة أوجبها الله لتكون حاجزا للصائمين ، روي عن الإمام الرضا عليه السلام قال:وَ اعْلَمْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنَّ الصَّوْمَ حِجَابٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى الْأَلْسُنِ وَ الْأَسْمَاعِ وَ الْأَبْصَارِ وَ سَائِرِ الْجَوَارِحِ ، لِمَا لَهُ فِي عَادَةٍ مِنْ سَتْرِهِ وَ طَهَارَةِ تِلْكَ الْحَقِيقَةِ ، حَتَّى يُسْتَرَ بِهِ مِنَ النَّارِ ، وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ جَارِحَةٍ حَقّاً لِلصِّيَامِ ، فَمَنْ أَدَّى حَقَّهَا كَانَ صَائِماً ، وَ مَنْ تَرَكَ شَيْئاً مِنْهَا نَقَصَ مِنْ فَضْلِ صَوْمِهِ بِحَسَبِ مَا تَرَكَ مِنْهَا.
قال الله عز وجل في سورة الأعراف: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
كل بركات الله تنزل على عباده المكرمين منه أيام شهر رمضان مضاعفة وسرعة استجابته للدعاء، روي عن الإمام الحسين عليه السلام قال – في حديث طويل في الرجعة -: ولتنزلن البركة من السماء والأرض، حتى إن الشجرة لتصيف بما يريد الله فيها من الثمرة، وليؤكل ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء، وذلك قوله تعالى * في الآية المتقدمة.
روي عن الإمام الرضا عليه السلام قال:أوحى الله عزوجل إلى نبي من الأنبياء: إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت،وليس لبركتي نهاية.
روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه:(وَوَفِّقني فيهِ لِموجِباتِ مَرضاتِكَ، وَأسكِنّي فيهِ بُحبوحاتِ جَنَّاتِكَ)، قال الله عز وجل في سورة التوبة: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍلَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ }، روي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرن شيئا من طاعته، فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم.
كل رضا من الله يحتاج إلى موجب له، فمثلا لقمان يعلم ابنه عن كيفية بعض الأمور لوجوب رضا الرب، قال لقمان في وصيته لابنه: يا بني من يرد رضوان الله يسخط نفسه كثيرا، ومن لا يسخط نفسه لايرضى الله به.
مسعى الله الذي يسعى به الساعون إلى بحبوحة السكنى في جنته، التي هي من أبواب فضل الله تقدم ذكرها في كلامنا، قال الله عز وجل في سورة الصف: {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ، روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: عدن دار الله التي لم ترها عين ولا يخطر على قلب بشر ولايسكنها غير ثلاث: النبين، والصديقين، والشهداء.
بحبوحات هي ديار المؤمنون التي بنوها من أعمالهم في دار الدنيا، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما سئل ما بناؤها؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر، وترابها الزعفران، وحصاؤها اللؤلؤ والياقوت، من دخلها يتنعم لا يبأس أبدا، ويخلد لا يموت أبدا.
روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه:( يا مُجيبَ دَعوَةِ المُضطَرّينَ)، ومن غير الله يجب دعوة المضطرين، وهو القائل في سورة النمل: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}، روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «نزلت في القائم من آل محمد ، هو والله المضطر، إذا صلى في المقام ركعتين،ودعا الله فأجابه، ويكشف السوء، ويجعله خليفة فيالأرض».
ونحن الذين ندعوا الله كما أمرنا في كتابه حيث قال عزوجل في سورة البقرة: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، دعاؤنا لرب الأرباب هو باب تعجيل الفرج،فنقول: اللهم كن لوليك الحجه ابن الحسن، صلواتك عليه وعلى آبائه، في هذه الساعة وفي كل ساعة، ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *