حوارية اليوم الخامس و العشرين

بسم الله الرحمن الرحيم
السائل : هل هناك أثر فعلي لقراءتي في البيت ؟
الشيخ : نعم هناك آثار فعلية منها:
١- حضور الملائكة فيه و عدم دخول الشياطين.
٢-يتسع بالخير و البركة و السكينة.
٣- يضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض وهذه كناية على الرعاية الإلهية.
فعن النبي الكرم صلى الله عليه و آله: (نورّوا بيوتكم بتلاوة القرآن ولا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود و النصارى ، صلّوا في الكنائس والبيع وعطلوا بيوتهم ، فإنّ البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره و اتّسع أهله و أضاء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الدّنيا)، ولابد من التركيز في كثرة الخير فسببه ليس قراءة القرآن فحسب بل كثرة التلاوة، و نفرق بين الرزق الكثير واتساع الدار الموجبين لراحة العائلة و استقرارها، و من الرزق كثرة الولد وغيره لا يتوقف على المال، و إنما فرق في الاتساع لأهمية السعة في الأستقرار، فعن أمير المؤمنين: ( البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته، وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين ، ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض ، و إنّ البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله عزّ وجل فيه تقل بركته، وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين)، بإمكان أمير المؤمنين عليه السلام أن يسكت عن هجران الملائكة، و دخول الشياطين، ولكن ذكرهما لحتمية الهجران و عشعشة الشياطين.
السائل : سأجعل لي وقت طوال العام أقرأ فيه القرآن فمن جهة أُغذي روحي بالمعرفة ، و من جهة أخرى أجعل نفسي و بيتي و أهلي في رعاية الباري.

الشيخ : بارك الله فيك الرعاية الإلهية مؤثر فعلي يهيئ لنا أرضية الاستقرار، ولكن إرادتنا وأخلاقنا هو المتمم للسكينة، و عشرتنا لأهلنا بالمعروف مطلوبة ، جاء في قوله تعالى في سورة النساء  آية ١٩ : {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ، و حد قيمومة الرجل في الحياة الطبيعية التي ليس فيها نشوز هي العشرة بالمعروف .
و مما يؤثر على شخصيتنا بطريقة كونية الآية ٩٢ من سورة آل عمران: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }
وهذه واضحة في أن أنفاق ما تحبه يضاعفه الله إليك في الدنيا و الآخرة و لكن بشرط الآية ٢٩ من سورة الإسراء: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا}.
ويمكنك أيها المحب مراجعة الروايات في
الكافي ج٢ ص٦١٠ حديث١،٣.

السائل : وفقنا الله وإياك للعمل الصالح و نور طريقك و زادك معرفة.

الشيخ : و أنتم كذلك، لقد تشرفنا بزيارتكم وانستونا باهتمامكم المعرفي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *