شرح دعاء الليلة الثلاثين

دعاء الليلة الثلاثين

بسم الله الرحمن الرحيم

ربنا فاتنا هذا الشهر المبارك، الذي أمرتنا فيه بالصيام والقيام، اللهم ولا تجعله آخر العهد منا به، واغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر، ربنا ولا تخذلنا ولا تحرمنا المغفرة، واغفر لنا وارحمنا وتب علينا وارزقنا، وارض عنا واجعلنا من أوليائك المهتدين ومن أوليائك المتقين بحق محمد وآل محمد وتقبل منا هذا الشهر، ولا تجعله آخر العهد منا به، وارزقنا حج بيتك الحرام في عامنا هذا وفي كل عام، إنك المعطي الرزاق، الحنان المنان.

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة المؤبدة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

روي عنه صلى الله علیه وآله في دعائه: (ربنا فاتنا هذا الشهر المبارك، الذي أمرتنا فيه بالصيام والقيام، اللهم ولا تجعله آخر العهد منا به، واغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر، ربنا ولا تخذلنا ولا تحرمنا المغفرة، واغفر لنا وارحمنا وتب علينا وارزقنا، وارض عنا).

المؤمنون يقيمون أنفسهم في نهاية  شهر رمضان المبارك فينظرون إلى ما عملوا هل عزز فيهم روح التعاون والتكافل فيما بينهم ؟ وهل هذه الأيام ساعدت في توطيد العلاقات العائلية فيما بينهم؟ 

هل كانوا من الذين ختموا كتاب الله؟

 هل غفرت لهم الذنوب؟

 هل حصلوا بما عملوا رضا الله بعد قبول العمل؟

 هل التزموا بما أمروا به من أهل البيت عليهم السلام؟

 كل ذلك لأنهم يطمعون بأجر الله الأكبر.

روي عن الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: ” إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّ الْمَغْفِرَةَ تَنْزِلُ عَلَى مَنْ صَامَ- شَهْرَ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؟  فَقَالَ يَا حَسَنُ إِنَّ الْقَارِيجَارَ إِنَّمَا يُعْطَى أُجْرَتَهُ عِنْدَ فَرَاغِهِ وَ ذَلِكَ لَيْلَةُ الْعِيد.

روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى يقول إن الصوم لي وانا أجزى عليه.

المؤمنون الذين أدوا ما عليهم من صيام وقيام يسألون الله أن يكونوا من الذين قال تعالى عنهم في محكم كتابه العزيز في سورة الأحزاب: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }.

روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: قال الله تبارك وتعالى: كل عمل ابن آدم هو له غير الصيام هو لي وانا أجزى به ، والصيام جنة العبد المؤمن يوم القيامة، كما يقي أحدكم سلاحه في الدنيا ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل من ريح المسك ، والصائم يفرح بفرحتين حين يفطر فيطعم ويشرب، وحين يلقاني فادخله الجنة.

وروى أبو ذر قال: قال رسول الله (ص) يا باذر ان الله جل ثناؤه ليدخل قوما الجنة فيعطيهم حتى يملوا وفوقهم قوم في الدرجات العلى فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقولون ربنا إخواننا كنا معهم في الدنيا فبم فضلتهم علينا فيقال هيهات هيهات انهم كانوا يجوعون حين تشبعون ويظمؤون حين تروون ويقومون حين تنامون ويشخصون حين تحفظون.

وروي عنه صلى الله علیه وآله في دعائه: (واجعلنا من أوليائك المهتدين ومن أوليائك المتقين بحق محمد وآل محمد وتقبل منا هذا الشهر، ولا تجعله آخر العهد منا به، وارزقنا حج بيتك الحرام في عامنا هذا وفي كل عام، إنك المعطي الرزاق، الحنان المنان).

إن من الأمور التي تربى عليها الصائم في هذا الشهر الشريف من الالتزام بما أمر به في خصوص شهر رمضان تعطيه عزما ببقائه في سائر الشهور لأنه آثار هذا الشهر المبارك تبقى فيه إلى أن يحدث ذنبا يمنعه.

روي عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (إن لله ملائكة موكلين بالصائمين يستغفرون لهم في كل يوم من شهر رمضان إلى آخره وينادون الصائمين في كل ليلة عند افطارهم أبشروا عباد الله وقد جعتم قليلا وستشبعون كثيرا بوركتم وبورك فيكم حتى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان نادوهم أبشروا عباد الله فقد غفر الله لكم ذنوبكم وقبل توبتكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون).

المؤمنين في وداع هذا الشهر يسألون الله أن يجعلهم من الذين ختم أعمالهم بعمل صالح أو قول أو فعل.

روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال: من ختم صيامه بقول صالح أو عمل صالح تقبل الله منه صيامه، فقيل يا ربن رسول الله، ما القول الصالح؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، والعمل الصالح، إخراج الفطرة.

لا يغفل المؤمنين بالدعاء في وداع في هذا الشهر المبارك بما ورد عن أئمتهم عليهم السلام، عن الإمام السجاد عليه السلام قال في وداع هذا الشهر: وَقَدْ أَقامَ فينا هذَا الشَّهْرُ مَقامَ حَمْد، وَصَحِبَنا صُحْبَةَ مَبْرُور، وَأَرْبَحَنا أَفْضَلَ أَرْباحِ الْعالَمينَ، ثُمَّ قَدْ فارَقَنا عِنْدَ تَمامِ وَقْتِهِ وَانْقِطاعِ مُدَّتِهِ، وَ وَفاءِ عَدَدِهِ، فَنَحْنُ مُوَدِّعُوهُ وَداعَ مَنْ عَزَّ فِراقُهُ عَلَيْنا، وَغَمَّنا وَأَوْحَشَنَا انْصِرافهُ عَنّا، وَلَزِمَنا لَهُ الذِّمامُ الْمَحْفُوظُ، وَالْحُرْمَةُ الْمَرْعِيَّهُّ، وَالْحَقُّ الْمَقْضِىُّ.

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *