التطبيق السابع و العشرون

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِق بـقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ.(*) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد
و لازلنا نطبق هيمنة البسملة بشكل متسلسل لآيات سورة البقرة و بعض الأحيان نقوم بتفسير موضوعي وطريقته استقراء آيات الموضوع.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)(1)

قبل هذه الآية تم ذكر ضعف الإيمان و عدمه و النتيجة كانت الإسراف بالمعصية و اللاإنسانية ، و في هذه الأية سيكون الكلام عن الإيمان الذي يلتقي في طريقه بكل مفاهيم الإنسانية، و نتيجته حسن العاقبة و أفضل الكلام عن مفهوم الإيمان هو كلام أهل بيت النبوة صلوات الله عليه وسلم .

  • الإمام علي (عليه السلام): الإيمان أصل الحق، والحق سبيل الهدى، وسيفه جامع الحلية، قديم العدة، الدنيا مضماره (2).
    كلام جميل و مختصر لمسيرة الحياة و معرفة امتحانات و ابتلاءات الدنيا و النجاح و الفلاح فيها .
  • عنه (عليه السلام): بالإيمان يستدل على الصالحات وبالصالحات يستدل على الإيمان، وبالإيمان يعمر العلم (3).

أما تعريف الإيمان عند الرسول صلى الله عليه وآله:

  • الإمام علي (عليه السلام): قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله):
    يا علي، اكتب، فقلت: ما أكتب: فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، الإيمان ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال، والإسلام ما جرى على اللسان وحلت به المناكحة (4).

أما تعريف الإمام الباقر الإيمان :

الإمام الباقر (عليه السلام): الإيمان ما كان في القلب، والإسلام ما عليه التناكح والتوارث وحقنت به الدماء، والإيمان يشرك الإسلام، والإسلام لا يشرك الإيمان (5).

  • عنه (عليه السلام): الإيمان إقرار وعمل، والإسلام إقرار بلا عمل (6).

روايات الإيمان كثيرة جدا و لكن الإمام الباقر اختصر الكلام في حقيقة الإيمان فقال: إقرار، و هو الاعتقاد بأصول الدين الحقة و هي : التوحيد و والعدل و النبوة و الإمامة و المعاد، ثم قال: عمل أي : فروع الدين، فأي شخص يترك جزئية من هذه الجزئيات من أصول الدين و فروع الدين خرج عن الإيمان وصار مسلما شكليا فقط، وإن ترك الأصول والفروع فقط فقد كقر.

الإمام الكاظم (عليه السلام) – وقد سئل عن الكبائر هل تخرج من الإيمان؟ -: نعم، وما دون الكبائر، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يزني الزاني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق وهو مؤمن (7).

  • الإمام الصادق (عليه السلام) – وقد سأله زرارة عن قول النبي: لا يزني الزاني وهو مؤمن -: حتى ينزع عنه روح الإيمان. قال: قلت: ينزع عنه روح الإيمان؟ قال: [قلت:] فحدثني عن روح الإيمان. قال: هو شئ، ثم قال: احذر ان تفهمه [أ] ما رأيت الإنسان يهم بالشئ فيعرض بنفسه الشئ يزجره عن ذلك وينهاه؟ قلت:
    نعم، قال: هو ذاك (8).

ومن هاتين الروايتين نفهم أن نزع الإيمان في حال ترك شيء من فروع الإسلام من واجباته و نواهيه كما هو الحال في ترك أصل من أصول الدين.

هذه هي الاستعانة التي ينبغي العمل بها و هذا هو السمو الذي أراده الله عزوجل لهم و لنا بنصرة آل بيته و هنا تتجلي رحمة الله بتعاليمه و هذه هيمنة البسملة في آياته.

——————————————————
*-الطبرسي – الإحتجاج – ج1 – ص294.
1- البقرة:62.
6-5-4-3-2-ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج 1- الصفحة 194
8-7-نفس المصد -الصفحة 194.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *