التطبيق الخامس و العشرون

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِق بـقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ.(*) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد
و لازلنا نطبق هيمنة البسملة بشكل متسلسل لآيات سورة البقرة و بعض الأحيان نقوم بتفسير موضوعي وطريقته استقراء آيات الموضوع.

۞ وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) (١)

من النعم التي أعطيت إلى بني إسرائيل العيون التي انفجرت بعصا موسى عليه السلام لإثنى عشرة قبيلة بشرط أن يتحلوا بأخلاق النبين صلوات الله عليهم و يعمروا الأرض بالمعرفة و حضارة الأخلاق و الدين.

و في هذه النعمة أيضا تذكير ليهود المدينة بما منَّ الله على أجدادهم شريطة نصرة أنبياء الله عزوجل بما فيهم النبي الخاتم و الوصي العلي صلوات الله عليهما وهم السبب الأول لتذكيرهم بهذه النعم لعل يحدث منهم تراجعا في الغدر و الخذلان.

جاء في تفسير الإمام العسكري: قال الله تعالى ” وإذا استسقى موسى لقومه ” قال: واذكروا بني إسرائيل ” إذ استسقى موسى لقومه ” طلب لهم السقي لما لحقهم العطش في التيه وضجوا بالبكاء إلى موسى، وقالوا هلكنا بالعطش، فقال موسى: إلهي بحق محمد سيد الأنبياء وبحق علي سيد الأوصياء وبحق فاطمة سيدة النساء، وبحق الحسن سيد الأولياء وبحق الحسين أفضل الشهداء، وبحق عترتهم وخلفائهم سادة الأزكياء لما سقيت عبادك هؤلاء.

فأوحى الله تعالى: يا موسى ” اضرب بعصاك الحجر ” فضربه بها ” فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس ” كل قبيلة من بني أب من أولاد يعقوب ” مشربهم ” فلا يزاحم الآخرين في مشربهم، قال الله تعالى ” كلوا واشربوا من رزق الله ” الذي آتاكموه ” ولا تعثوا في الأرض مفسدين ” ولا تسعوا فيها وأنتم مفسدون عاصون.

فقال الله تعالى لبني إسرائيل الموجودين في عصر النبي محمد صلى الله عليه وآله: إنما دعي أسلافكم إلى موالاة محمد وآله، وأنتم لما شهدتموهم فقد وصلتم إلى الغرض والمطلب الأفضل من موالاة محمد وآله، فتقربوا إلى الله عز وجل بالتقرب إليهم ولا تتقربوا من سخطه، ولا تباعدوا من رحمته بالإزراء عنا (٢).

هذه هي الاستعانة التي ينبغي العمل بها و هذا هو السمو الذي أراده الله عزوجل لهم و لنا بنصرة آل بيته و هذه تجلي رحمة الله بتعاليمه و هذه هيمنة البسملة في آياته.

——————————————————
*-الطبرسي – الإحتجاج – ج1 – ص294.
1- البقرة:60.
2-بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 91 – الصفحة 9-8.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *