شرح دعاء الليلة السادسة عشر

دعاء الليلة السادسة عشر

بسم الله الرحمن الرحيم 

يا الله – سبعا- ، يا رحمن – سبعا- ، يا رحيم – سبعا-، يا غفور – سبعا-، يارؤوف – سبعا -، ياجبار – سبعا -، يا علي- سبعا -، صل على محمد وآله إنك أنت الغفور الرحيم . 

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة المؤبدة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

وروي عنه صلى الله علیه وآله في دعائه(يا الله – سبعا- ، يا رحمن – سبعا- ، يا رحيم – سبعا-، يا غفور – سبعا-، يارؤوف – سبعا -، ياجبار – سبعا -، يا علي- سبعا ).

قال تعالى في محكم كتابه العزيز في سورة الأعراف:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ }.

وروي عن النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم قال: وأسألك يا الله بحقّ هذه الأسماء الجليلة الرفيعة عندك العالية المنيعة التي اخترتها لنفسك واختصصتها لذكرك وجعلتها دليلةً عليك وسبباً إليك.

لا يمكن التكهن أو اقتحام ونسبة ماليس لله لله، وما ليس من الله لله، كما في غموض العدد سبعة فلا يخفى على المؤمنين، ولو أن طواف المؤمنين سبعة أشواط قد وردت رواية أن كل طواف بشري يعادل سبعة سنين من الملائكة.

علة هذا الأمر، روي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ إن رجلا سأل أباه عن سبب الطواف بهذا البيت ، فقال : إن الله أمر الملائكة أن يطوفوا بالضراح ، وهو البيت المعمور ، فمكثوا يطوفون به سبع سنين ، فهذا كان أصل الطواف ، ثم جعل الله البيت الحرام حذو الضراح توبة لمن أذنب من بني آدم وطهورا لهم.

وقد تطرقنا في كتابنا قبسات علوية إلى سنة جد النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم_ عبد المطلب عليه السلام_ أنه طاف سبعا فأمضاها الله سنة، إلا أنه ليس في مقام التشريع ولكن قد تعزى هذه السنة إلى عبد المطلب عليه السلام كعادة وعرف منه وليس كتشريع مثل سنة رسول الله صلى الله عليه وآله. 

قال تعالى في محكم كتابه العزيز في الرعد: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾.

قد وردت آيات كثيرة تحث المؤمنين على ذكر الله كثيرا، ونحن في أيام الله وضيافته نعمل بما أمرنا، ونتعلم مما ورد علينا من أهل بيت النبوة، فذكّر بهذا الدعاء التوسل إلى الله بأسمائه، ولابد أن لكل ذكر عمل، و أفضل الأعمال الأذكار التي تذكر الله لسرعة الإستجابة فيها .

وقال تعالى في محكم كتابه المبين في سورة البقرة: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام في رسالة لأصحابه: وأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كلِّ ساعة من ساعات الليل والنهار، فإنَّ الله أمر بكثرة الذكر، والله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين، واعلموا أنَّ الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين إلَّا ذكره بخير.

فيكون القلب متوجّهاً إلى الله تعالى وهو يدرك معاني الأذكار ثمَّ يأمر اللسان بالقيام بالذكر، له كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إلهي هبْ لي كمال الانقطاع إليك، وأنرْ أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك، حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة، وتصير أرواحنا معلَّقة بعزِّ قدسك.

فيعلم مما تقدم أن الذكر من طاعة الله وعبوديته،

روي عن الإمام الصادق عليه السلام: “من كان ذاكراً لله على الحقيقة فهو مطيع ومن كان غافلاً عنه فهو عاص.

حقيقة ذكر الله وخلوصها ترفع العبد وتقربه من المنعم لكونه ذاكرا لله مطيعا لأمنائه، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال الله تعالى: إذا علمت أنَّ الغالب على عبدي الاشتغال بي، نقلت شهوته في مسألتي ومناجاتي، فإذا كان عبدي كذلك فأراد أن يسهو حلتُ بينه وبين أن يسهو، أولئك أوليائي حقّاً، أولئك الأبطال حقّاً، أولئك الذين إذا أردت أن أُهلك الأرض عقوبةً، زويتها عنهم من أجل أولئك الأبطال.

يحب المؤمن أن يكون محبوب الله في كثرة أذكاره ومناجاته له، روي عن الإمام الصادق عليه السلام: “من أكثرَ ذكر الله أحبّه الله”.

وروي عنه صلى الله علیه وآله في دعائه:(صل على محمد وآله إنك أنت الغفور الرحيم ).

أن من الأذكار الموجبة لرحمة الله وحب الله الصلاة على محمد وآل محمد، فيدخل في مغفرة الله ونحن في هذا الشهر المبارك نتطلع إلى قبول أعمالنا.

روي عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من ذكرني ولم يصل علي فقد شقي ، ومن أدرك رمضان فلم تصبه الرحمة فقد شقي ، ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبر فقد شقي.

وروي عن النبي  صلى الله عليه وآله من قال : صلى الله على محمد وآل محمد أعطاه الله أجر اثنين وسبعين شهيدا ، وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .

فيكون ممن ينقلب إلى مغفرة الله ورضوانه بذكر الصلاة على محمد وآل محمد،  وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: صلواتكم علي جواز لدعائكم ، ومرضاة لربكم ، وزكاة لأعمالكم .

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *