دعاء اليوم السابع

اللَّهُمَّ أعِنّي فيهِ عَلى صيامِهِ وَقيامِهِ، وَجَنِّبني فيهِ مِن هَفَواتِهِ وَآثامِهِ، وَارزُقني فيهِ ذِكرَكَ بِدَوامِهِ، بِتَوفيقِكَ يا هاديَ المُضِلّينَ.

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: (اللَّهُمَّ أعِنّي فيهِ عَلى صيامِهِ وَقيامِهِ) ، قال الله عز وجل في محكم كتابه المبين في سورةالبقرة{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}، يبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم لنا أن العون في جهاد الصيام هو العون الإلهي لما فيه مشقة ،وماروي عن الإمام الرضا عليه السلام: (إنما امروا بالصوم لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش فيستدلوا على فقر الآخرة ، وليكون الصائم خاشعا ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا عارفا صابرا على ما أصابه من الجوع والعطش فيستوجب الثواب مع ما فيه من الإمساك  عن الشهوات ، ويكون ذلك واعظا لهم في العاجل ، ورايضاً لهم على أداء ما كلفهم ، ودليلا لهم في الآجل  ، وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا فيؤدوا إليهم ما افترض  الله لهم في أموالهم).
إن العبد المؤمن في أوقات صيامه يمنع نفسه عن الكثير من الشهوات، ومنها الطعام وبمجرد الالتزام بها يوجب له ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: من منعه الصيام من طعام يشتهيه كان حقاً على الله أن يطعمه من طعام الجنة،ويسقيه من شرابها.
ومايحتاجه العبد في زيادة العون الإلهي هو: القيام للعبادة، فيكون من الذين قال فيهم أمير المؤمنين عليه السلام: ( العبودية خمسة أشياء : خلاء البطن ، وقراءة القرآن، وقيام الليل، والتضرع عند الصبح والبكاء من خشية الله).
وبين لنا الله في القرآن الكريم وحث على القيام في قوله تعالى في سورة المزمل:{قم الليل إلا قليلاً}، فالعون في أيام الله المباركة توصله لقوله تعالى في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: [وَجَنِّبني فيهِ مِن هَفَواتِهِ وَآثامِهِ]، إن الابتعاد وتجنب الوقوع بالهفوات التي تسلب الحسنات وتزيد الآثام بسبب زلة اللسان، لأن الهفوة زلة اللسان أو ميله هواه ، فعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه). العبد المؤمن يعصم نفسه من الوقوع في الكذب والغيبة والنميمة والسب واللعن ،وما أكثر الهفوات التي توجب الآثام، فعن أمير المؤمنين عليه السلام: (إن لسان المؤمن من وراء قلبه،وإن قلب المنافق من وراء لسانه،لأن المؤمن إذا أراد أن يتكلم بكلام تدبره في نفسه فإن كان خيراً أبداه وإن كان شراً واراه، وإن المنافق يتكلم بما أتى على لسانه لا يدري ماذا له وماذا عليه).فلنبتعد عن الهفوات وآثامها بجمال الكلام، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:(جمال الرجل فصاحة لسانه).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: [وَارزُقني فيهِ ذِكرَكَ بِدَوامِهِ]، اللطف الغيبي لله عز وجل بعباده في صيامهم أن جعل الصيام ذكراً له، فمن وفق لدوام الصيام، وفق لدوام ذكره عزوجل، فدقات قلب الصائم وأنفاسه وحركات جوارحه وأعضائه تسبيح لله تعالى، والنوم عبادة له، فما ورد في خطبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في استقبال شهر رمضان يقول: ( أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب) .
حتى الأعمال المباحة التي كانت لا تحظى بالقبول في غير ظرف الصوم قبلت كدوام الذكر، فعن أمير المؤمنين عليه السلام:(نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف..)
ويقول صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: [بِتَوفيقِكَ يا هاديَ المُضِلّينَ].
التوفيق الإلهي مبتغى كل مؤمن ومؤمنة ،فعن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام قال: سألته عن معنى لاحول ولاقوة الا بالله،فقال عليه السلام : (معناه لا حول لنا عن معصية الله إلا بعون الله، ولاقوة لنا على طاعة الله، إلا بتوفيق الله عزوجل) .
وهذا التوفيق من الله وحد،ه فعن الإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالى على لسان نبي الله شعيب عليه السلام:{وماتوفيقي إلا بالله } إذا فعل العبد ما أمره الله عزوجل به من الطاعة كان فعله وفقاً لأمر الله عزوجل وسمي العبد به موفقا.
وقال عز ذكره في سورة البقرة:{وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ }،
ونحن في أيام الجوع والعطش نلتمس منه الهداية، كما حصل مع الحر الرياحي الذي كان في معسكر الشر فهداه الله بعد ضلالته إلى معسكر الخير والفلاح، فالتوفيق أن نكون في معسكر وسفينة الإمام الحسين عليه السلام.
فلما سئل مولانا الإمام جعفر بن محمّد (عليه السلام)عن حديث « إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة » : ألستم أنتم سفن النجاة ؟ فقال (عليه السلام) : كلّنا سفن النجاة إلاّ أنّ سفينة الحسين أوسع وأسرع. فبحقه يارب اجعلنا ممن هديته إليها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *