شرح دعاء اليوم الثامن عشر


بسم الله الرحمن الرحيم
 اللَّهُمَّ نَبِّهني فيهِ لِبَرَكاتِ أسحارِهِ، وَنَوِّر فيهِ قَلبي بِضياءِ أنوارِهِ، وَخُذ بِكُلِّ أعضائي إلى اتِّباعِ آثارِهِ، بِنورِكَ يا مُنِّورَ قُلوبِ العارِفينَ.
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: ( اللَّهُمَّ نَبِّهني فيهِ لِبَرَكاتِ أسحارِ) يرشدنا صلى الله عليه وآله وسلم إلى إيقاظ النفوس من غفلة السكون إلى نيل البركات الإلهية في أسحار شهر رمضان ، قال الله عز وجل في سورة الذاريات: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ *كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}، وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته لعلي عليه السلام قال:ياعلي ثلاث فرحات للمؤمن: لقى الإخوان، والإفطار من الصيام، والتهجد من آخر الليل.
أمل المسارعون إلى فيض بركات الله في شهر الرحمة بكونهم في أعلى درجات التهجد والعبادة التي يعملون لنيلها، روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: مازال جبرئيل يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا من الليل إلا قليلاا، فالتنبيه الإلهي بالفيض عليهم له آثار عملية توصلهم إلى درجة الذاكرين، روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أيقظ الرجل أهله من الليل وتوضيا وصليا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن العبد إذا تخلى بسيده، في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت الله النور في قلبه.
روي عنه صلى الله عليه واله وسلم في دعائه:(وَنَوِّر فيهِ قَلبي بِضياءِ أنوارِهِ)
يمكن أن يكون القلب نورانياً يشع بنور الإيمان والطاعات والعبادات والأعمال الصالحة، والمؤمنون القاصدون إلى الإطمئنان القلبي يقول الله عز ذكره عنهم في سورة الرعد: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ، روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: قلب المؤمن أجرد فيه سراج يزهر، وقلب الكافر أسود منكوس.
فلكل عمل تعويد وتعويد المؤمنين ألسنتهم على ذكر الله كثيرا ينير لهم سراج القلوب، روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: عليك بذكر الله، فإنه نور القلوب ، وعنه عليه السلام : من ذكر الله سبحانه أحيا الله قلبه ونور عقله ولبه، فالقلوب المضيئة تحتاج دوام القصد إلى محييها، روي عن الإمام الجواد عليه السلام: القصد إلى الله تعالى بالقلوب أبلغ من إتعاب الجوارح بالأعمال.
السائلون لإرادة الله بقلوب تستضيء بأنوار الله فتنقسم في إسراجها الحقيقي لعدة أنواع بين سائل وغير سائل، ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: القلوب أربعة: قلب فيه إيمان وليس فيه قرآن، وقلب فيه إيمان وقرآن، وقلب فيه قرآن وليس فيه إيمان، وقلب لا إيمان فيه ولا قرآن: فأما الأول كالتمرة طيب طعمها ولا طيب لها، والثاني كجراب المسك طيب إن فتح وإن وعاه، والثالث كالأسنة طيب ريحها وخبيث طعمها، والرابع كالحنظلة خبيث ريحها وطعمها.
وعنه صلى الله عليه واله وسلم في دعائه:(وَخُذ بِكُلِّ أعضائي إلى اتِّباعِ آثارِهِ، بِنورِكَ يا مُنِّورَ قُلوبِ العارِفينَ)، إذا عرفنا أن القلب محرك الأعمال العبادية نعرف كذلك أن له جنود تتهيأ لخوض معركة الوصول إلى نور الله الذي يقذفه بقلب من يشاء، روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: القلب ملك وله جنود، فإذا صلح الملك صلحت جنوده، وإذا فسد الملك فسدت جنوده.
إن دخول النور إلى قلوب العارفين معروف وواضح بأن هذا النور هو نور محمد وآل محمد وكثرة الصلاة عليهم، روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا الصلاة علي،فإن الصلاة علي نور في القبر ونور على الصراط ونور في الجنة.
وروي عن الإمام الجواد عليه السلام: لايحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلما لنا، فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: أكثركم نورا يوم القيامة أكثركم حبا لآل محمد.
اللهم صل على محمد وآل محمد ونور قلوبنا بنور الولاية لأهل البيت عليهم السلام.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *