الاغتنام

الشيخ زهير الشيخ محمد الشيخ جعفر الخال

” روايـة ودرس ”  ٣

 

روي عن أميرالمؤمنين (ع) أنهُ قال: ( انتهزوا فُرص الخير فإنّها تمرّ مرّ السحاب ).

 

لقد جاء الإسلام وهمُهُ تكوين حياة سعيدة للإنسان المسلم، فدعاهُ إلى المسارعة إلى الخير فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين ) آل عمران ١٣٣.

وقد دعانا النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) إلى اغتنامِ الفرصة، فقد ورد عنهُ (ص) في وصيةٍ لَهُ إلى أبي ذر (رضي الله عنه) قائلاً له:

( يا أبا ذرّ ، اغتنم خمساً قبل خمس : اغتنم شبابك قبل هرمك ، وفراغك قبل شغلك ، وصحّتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل مماتك ).

فهنا يُوقِضُنا النبيُ (ص) من لحظات الغفلة، لكي يتدارَك الإنسانُ المسلم المؤمن شبابَه، ووقتَّ فراغه، وحالة الصحة لديه، وحينما يكون غنياً، ويتدارك الإنسانُ نفسه في حياته قبل أن تفارِقَ رُوحَهُ الحياة، فلابُد أن يغتنم الإنسان الفرصة لكي يكونَّ الإنسان المُبادر لما يكون فيهِ صلاحَ نفسِهِ وأهلهِ ومجتمعهِ ودينـه.

 

– جرس إنذار وتنبيه:

هل نعلم نحنُ متى نموت ؟!

الجواب متفقٌ عليه وهو: لا نعلم وقت منيتنا.

إذاً فالنُسارع إلى الخير، ونبتعد عن مسالك الشر، بالتقرُبِ إلى الخالق العظيم جل جلاله، بفعل الخيرات.

فنحن لا نعلم متى يأتي لنا المَلَكُ الموكَلُ بقبضِ الأرواح (عزرائيل)، فإلى متى لا أنتهزُ الفِرصة لكي أتوب إلى الله من الذنوب ؟

فإلى متى أبقى مُصراً على سماع الغناء ؟

فإلى متى أبقى أغتاب ؟

وإلى متى أُصِرُ على ظُلم الآخرين ؟؟

وإلى متى أتهِمُ الناس بما ليس فيهم ؟ وإلى متى أنظر لعيوب الآخرين وأترك النظر إلى عيوبي ؟ وإلى متى ؟ وإلى متى ؟ … ولا تنتهي الأسئلة !

 

إن الآيات الشريفة والروايات المباركة تريدُ التأكيد على أمرٍ مهم ( الدنيا دارُ عملٍ ولا حساب، والآخرة دارُ حسابٍ ولا عمل ).

إذاً ( انتهزوا فرص الخير ) .

ففي هذا ما ورد عن مولانا أمير المؤمنين (ع) أنهُ قال: (الأمس موعظة ، اليوم غنيمة ، وغداً لا تدري).

 

وفقنا الله وإياكم إلى خير الدين وخير الدنيا وخير الآخرة

 

خادم الآل

الميرزا زهير الخال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *