شرح دعاء الافتتاح *الحلقة الخامسة و العشرون* 

بسم الله الرحمن الرحيم 

وَأَعْزِزْ بِهِ ذِلَّتَنا ، وَأَغْنِ بِهِ عائِلَنا ، وَاقْضِ بِهِ عَنْ مَُغْرَمِنا ، وَاجْبُرْ بِهِ فَقْرَنا ، وَسُدَّ بِهِ خَلَّتَنا ، وَيَسِّرْ بِهِ عُسْرَنا ، وَبَيِّضْ بِهِ وُجُوهَنا. 

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة المؤبدة على 

أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

قال تعالى في محكم كتابه العزيز في سورة آل عمران: {وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ}.

العيش الذي أراده المؤمنون بعد طول انتظار في كنف إمامهم أرواحنا له الفداء في عصر يطلق عليه أسماء كثيرة كعصر النور  والفرج والعلم والازدهار، لأننا إذا نظرنا إلى مجتمعاتنا الآن رأيناها تعج بالفساد وكثرة المعاصي والحرمان، وعدم الأمان ، لذا ننتظر ان يأتي الوعد الإلهي ليرسم عصرا لطالما هيئت له السماء لينشر العز ويرفع الذل ويغني به فقراء المؤمنين ويقضي لهم ماتمنوا، والذبول المستولى على الوجوه تتبدل طراوة ونضارة، والخوف يرتفع، والأمان يسود العالم، والعدالة تخيم على الرؤوس، والظلم يتبخر، فلا ترى ظالما ولا مظلوما، والمسلمون تتحقق أمنياتهم، والسلام يشمل الكرة الأرضية، والإسلام ينتشر في كل بقعة من بقاع الأرض.

روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله قال  عن عصر الغيبة: وذلك عندما تصير الدنيا هرجاً ومرجاً، ويغار بعضهم على بعض، فلا الكبير يرحم الصغير، ولا القوي يرحم الضعيف، فحينئذٍ يأذن الله له بالخروج.

تعم الرحمة وتكون القوة للمؤمنين بين يديه فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لأن وعد الله تحقق.

روي عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام  عن أبيه عن جده عليه السلام  قال : قال أمير المؤمنين  عليه السلام  وهو على المنبر : يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان ، … إذا هز رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب ، ووضع يده على رؤوس العباد ، فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد. 

روي عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال : إذا قام قائمنا أذهب الله عن شيعتنا العاهة وجعل قلوبهم كزبر الحديد وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلاً ويكونون حكام الأرض وسنامها. 

فدرر الكلم ينطق به أهله ولا كلام بعد كلامه لأننا نخطئ ونصيب أحيانا، فأورد مراحل الحياة ومفهومها تحت رايته عجل الله فرجه، بما ورد عنهم عليهم السلام. 

روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال حول مرحلة الظهور:  ويحسن حال عامة العباد، ويجمع الله الكلمة، ويؤلف بين قلوب مختلفة، ولا يعصى الله (عزَّ وجلَّ) في أرضه، ويقام حدود الله في خلقه، ويَرُد الله الحق إلى أهله. 

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: اعلموا أنَّ الله يحيى الأرض بعد موتها… أي يحييها الله بعدل القائم عند ظهوره بعد موتها بجور أئمة الضلال. 

وروي عن  الإمام الصادق عليه السلام قال: إذا قام القائم حكم بالعدل وارتفع الجور في أيامه وأمنت به السبل. 

ويروى عن الإمام الباقر عليه السلام قال حول عمل الإمام عجل الله فرجه في مرحلة الظهور: ويوسع الطريق الأعظم فيصير ستين ذراعاً ويهدم كل مسجد على الطريق ويسد كل كوة إلى الطريق وكل جناح وكنيف وميزاب إلى الطريق. 

روي  عن الإمام الباقر عليه السلام قال: إذا قام قائم أهل البيت قسم بالسوية وعدل في الرعية.

انّ الأرض تضيء تتلألأ بنور ذلك النور الإلهي بحيث تستغني الناس عن نور الشمس والقمر، لأن الله بيض وجوه المؤمنين بإمامهم بعد أن كدرتها الأيام في غيبته.

روي عن المفضل بن عمر قال سمعت الإمام أبا عبد الله عليه السلام يقول :  أنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها واستغنى العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة. 

قضى عنا أكثر أيامه ولياليه ونحن في صحة وسرور ببركة أنفاسه الشريفة، والقلوب تعتصر شوقا لرؤيته، فبين راكع وساجد يتمتم بتعجيل اللقاء،  قد ورد عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف نفسه في أهمّية الدُّعاء بتعجيل فرجه: “وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيَّبها عن الأبصار السَّحاب، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، فأغلقوا أبوابَ السُّؤال عمَّا لا يعنيكم ولا تتكلَّفوا علم ما قد كُفيتم وأكثروا الدُّعاء بتعجيل الفرج، فإنَّ ذلك فرجُكم

فلنرفع أكفنا بالدعاء لله بما ورد عنهم فنقول:  اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا. 

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *