التطبيق الخامس عشر

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد
الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِق بـقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ.(*) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد

التطبيق الخامس عشر

وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ۞ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)

خطاب الله عز و جل بالرحمة التعلمية و كمية الأوامر المنقذة و المعالجة لمرض الخشونة و العناد و قساوة القلب التي سببها كثرة الذنوب التي تبعد الإنسان عن الثبات في الدين و حسن الخاتمة .

هذا التزلزل الديني ليست اليهود معرضة له وهم الذين كانوا يهيئون لظهور خاتم الأنبياء صلوات الله عليه و على آل بيته فحسب بل نحن أيضا معرضون له حين ظهور قائم آل محمد عجل الله فرجه الشريف.

و بعد ظهور النبي صلى الله عليه و آله رغم وجود كل المعلومات السابقة و الدلائل على نبوة محمد صلى الله عليه وآله و إمامة علي عليه السلام جحدوا بالنبوة و الولاية، رغم انه ليست لديهم الدلائل السابقة فحسب بل خطاب النبي صلى الله عليه وآله لهم ، و تذكيرهم، و إقامة البرهان عليهم، رغم ذلك جحدوا النبوة و الإمامة، وجحدوا البرهان وبما أتى به من معجزات على نبوته، لدرجة انهم شهدت لهم حتى إيديهم و أرجلهم و صحفهم بالنطق بإذن الله، شهدت لهم إن الذي أمامكم هو النبي الخاتم مع وصيه، مع ذلك جحدوا.
كان من ضمن كمية الخطابات بعد البرهان، الإعجاز النبوي، خطاب الرحمة الإلهية، للإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه و آله التي هي: {وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ } وليس هذا التنزيل بجديد، بل هو مطابق لما معكم، ومع ذلك غرت الدنيا من لديهم عصب الحياة، و هو المال الذي يستلموه من الناس لتقويم الدين، صار هو السبب الذي يجعلهم من مرحلة التقويم إلى اللا دين {ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ } .

الله سبحانه ينزل كمية من الأوامر و النواهي لعلاج قلب في داخله فطرة الإيمان، و لكن الإرادة الداخلية في الفرد اليهودي آنذاك، و الجمعي، ترفض هذا الإيمان، فقدم الله عزوجل علاجا، ما أن يأتمرالفرد بأوامره وينتهي بنواهيه يدخله من ظلمات العناد و القساوة إلى نور الهداية .

هذا الخطاب ليس لليهود فقط هو خطاب لنا بالرحمة التعلمية و الوقائية، فإيماننا لابد له من الإذعان للحقائق، و لا دخل للبس الحق بالباطل {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (42) و بالالتزام بالصلاة و الزكاة التي بها تلين قلوبنا، بالإيمان بظهور صاحب الزمان {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ }(43)، فالصبر و الصلاة كل منهما مكمل للآخر {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} (45)، تعيننا على إبتلاءات هذه الدنيا، و المحافظة على القلب الذي ينصر أهل بيته مع قائم آل محمد، فابتعادنا عن نواهي الله و العمل بأوامره هو الرحمة التي يمكن بها ان نقوي قلوبنا، و حين الظهور نؤمن بصاحب العصر و الزمان عجل الله فرجه بها .

و من جهة أخرى الالتزام بالأوامر و ترك النواهي كي نحافظ على عقولنا ، فلا نلبس الحق بالباطل، فمن يدعي المهدوية و هو ليس على حق لا ندخل معه في هذا الطريق .

نعم اليهود يؤمنون بالمعاد و هو اليوم الآخر، و فيه الله عزوجل يعطي كل ذي حق حقه، فمن كفر وجحد إلى جهنم و من آمن فهو جنة النعيم، حتى جاء خاتم الأنبياء وخاتم الأديان .

قوله تعالى: الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)
بالالتزام و ترك النواهي و العناد يصبون إلى ما يرجون من ربهم، وهي جنة النعيم، و عدم ذلك جهنم وبئس المصير، وهذا تبشير و تنذير، وإرادتنا هي من تحدد المصير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *