وباءٌ إجتماعي مدمر

الشيخ زهير الشيخ محمد الشيخ جعفر الخال

رواية ودرس 15
? روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:

( تركُ الغيبة أحبُ إلى الله من عشرة آلاف ركعة تطوعاً ).

بحار الأنوار ج ٧٢ ص ٢١٦.
? من الذنوب المنتشرة في مجتمعاتنا، والتي أصبحت لها السيادة في المجالس والديوانيات، ذَنبٌ أشدُ مِن الزنى والعياذُ بالله، وهو ” الغِيبة ” ومعناها: ( أن يتكلم الإنسان خلف إنسان مستور بما يغمه لو سمعه، فإن كان صِدقاً سمي غيبة، وإن كان كذباً سمي بهتاناً ).

? مما جاء في وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أبي ذر الغفاري (رضوان الله تعالى عليه): { يا أبا ذر إياكَ والغيبة فإن الغيبة أشدُ مِن الزنى، قلت: ولم ذاك يا رسول الله ؟ قال: لأن الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوبُ الله عليه، والغيبة لا تغفرُ حتى يغفرها صاحبُها }. وسائل الشيعة: 13 / 280.

? لقد ورد لفظ الغيبة في القرآن الكريم مرةً واحدة في سورة الحجرات آية ١٢ حيث قال تعالى: { ولا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }.

وأما الأحاديث الشريفة التي وردت في النهي عن الغيبة والآثار الناجمة من الغيبة عن أهل بيت العصمةِ الأطهار ( عليهم السلام ) كثيرةٌ جِداً.

فالمُغتابُ يُأكلُ مِن لحمِهِ يوم القيامة، فعن أميرالمؤمنين “ع” أنهُ قال في وصيته لنوف البكالي في مسجد الكوفة المعظم: ( اجتنب الغيبة فإنها ادامُ كلابِ النار، ثم قال: يا نوف كذب من زعم أنهُ ولد حلال وهو يأكُلُ لحوم الناسِ بالغيبة ). بحار الأنوار ج 74 – ص 382 – 383.

? ولذا إن ماتَ المغتاب قبل أن يعتذر ممن اغتابه ولم يَتُب إلى الله – كما عبر رسول الله (ص) – ماتَ مستحلاً لما حرم الله عز وجل.

ولنا الموعظة الكبرى في حديثِ الإسراء والمعراج عن رسول الله (ص) قال: ” مَرَرتُ ليلة أسري بي على قومٍ يخمشونَ وجوههم بأظافيرهم، فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضِهم “. تنبيه الخواطر 1/115 .
? سؤال: ما هيَّ مسببات الغيبة التي تدفع الإنسان لإرتكاب مرضِ الغيبة ؟

الجواب: الغضبُ، والحِقدُ، والحسدُ، والتكبُر على الغير، ومجالسةُ الأشرار التي تورث سوء الظن بالأخيار.

ولذا فالغيبةُ حرام والإِستماعُ لها حرام حتى وإن رَضِيَّ المُغتاب.
خادم الآل

الميرزا زهير الخال

النجف الأشرف

السبت ٦ جمادى الأولى ١٤٣٥هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *