دعاء اليوم التاسع

 اللَّهُمَّ اجعَل لي فيهِ نَصيباً مِن رَحمَتِكَ الواسِعَةِ، وَاهدِني فيهِ لِبَراهينِكَ السَّاطِعَةِ، وَخُذ بِناصيَتي إلى مَرضاتِكَ الجامِعَةِ، بِمَحَبَّتِكَ يا أمَلَ المُشتاقينَ.

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة المؤبد على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.
يقول صلى الله عليه واله وسلم في دعائه:(اللَّهُمَّ اجعَل لي فيهِ نَصيباً مِن رَحمَتِكَ الواسِعَةِ)، خلق الله الخلائق كلها وجعل رحمته تسبقه غضبه على مخلوقاته ،روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:إن الله تعالى خلق مائة رحمة يوم خلق السماوات والأرض، كل رحمة منها طباق ما بين السماء والأرض، فأهبط رحمة منها إلى الأرض فبها تراحم الخلق، وبها تعطف الوالدة على ولدها، وبها تشرب الطير والوحوش من الماء، وبها تعيش الخلائق؛ وعنه صلى الله عليه واله وسلم قال: ما خلق الله من شئ إلا وقد خلق له مايغلبه، خلق رحمته تغلب غضبه.
والرحمة عامة و خاصة،فالمؤمن الراجي والطالب و العامل للوصول إلى رحمة الله في حياته ، كقوله تعالى في سورة آل عمران:{وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ}، ونحن بشهر الرحمة نرجو أن تصيبنا الرحمة الخاصة، فعن نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم قال:اطلبوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده.
المؤمنون المتراحمون فيما بينهم هم الساعون لنيل الجزاء الإلهي برحمته الواسعة والتمسك بأسبابها ،فقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم في سورة الأنبياء: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، فهذه الرحمة أن بعث فينا محامد وآل محمد لنضمن الفوز والنصيب والرحمة الواسعة بولايتهم.
ويقول صلى الله عليه واله وسلم في دعائه: (وَاهدِني فيهِ لِبَراهينِكَ السَّاطِعَةِ) الهداية الإلهية التي يرجوها كل عبدا لرقي معرفته البرهانية تحتاج إلى طلب وإلحاح لتسطع أمام المؤمن فتكون راحة لقلبه، روي عن هشام بن الحكم قال : قلت لأبي عبدالله الصادق عليه السلام ما الدليل على أن الله واحد ؟ قال عليه السلام: اتصال التدبير، وتمام الصنع، كما قال عزوجل: لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا .
وما أجمل ما حدثنا به الديصاني عندما سأل الإمام الصادق عليه السلام قال:دلني على معبودي، فقال له عليه السلام:اجلس، وإذا بغلام صغير في كفه بيضة يلعب بها، فقال عليه السلام: ناولني ياغلام البيضة، فناوله إياها، فقال عليه السلام: ياديصاني، هذا حصن مكنون له جلد غليظ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة، وفضة ذائبة، فلا الذهبة المايعة تختلط بالفضة الذائب،ة ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المايعة، وهي على حالها لم يخرج منها مصلح فيخبر عن إصلاحها، ولا دخل فيها مفسد يخبر عن فسادها، لا يدري للذكر خلقت أم للأنثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس، أترى لها مدبراً؟ فأطرق الديصاني ملياً ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
والبراهين العامة التي تحتاجها فطرة الإنسان وضعها الإسلام مجرى المسلمات فيه، كقول عز ذكره في سورة الروم: { فِطرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}، فإننا إذا أردنا الخوض في كل المبحث يطول، لأن البراهين الساطعة التي يبحث عنها المؤمن، هم محمد وال محمد، لأنهم حجج الله وبراهينه الواضحة،روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ألا أن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه:(وَخُذ بِناصيَتي إلى مَرضاتِكَ الجامِعَةِ، بِمَحَبَّتِكَ يا أمَلَ المُشتاقينَ) قال تعالى: في سورةهود: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} إن أخذ ناصية المؤمن إلى مرضاة الله ومحبته، كما روي عن الإمام الباقر عليه السلام: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: أحببني وحببني إلى خلقي، قال موسى عليه السلام:يارب!.. إنك لتعلم أنه ليس أحد أحب إلي منك، فكيف بقلوب العباد؟.. فأوحى الله إليه: فذكرهم نعمتي وآلائي، فإنهم لا يذكرون مني إلا خيرا.
فنقول نحن المؤمنون إلهي خذنا إلى مرضاتك التي هي رضا من هم الجامعين لرضاك، ومحبتهم تكون محبتك وعشقهم يكون أمل العاشقين لك،و هم آل بيت النبوة ومهبط الرحمة والرضا الإلهي ، قال تعالى في سورة البقرة: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}،وقال عز ذكره في سورة آل عمران: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}.
وروي عن الإمام الحسين عليه السلام: من أحبنا للدنيا، فإن صاحب الدنيا يحبه البر والفاجر، ومن أحبنا لله كنا نحن وهو يوم القيامة كهاتين وقرن بين سبابتيه.
اللهم اجعلنا من الداخلين برحمتك ومرضاتك علينا بولايتهم ومحبتهم وعشقهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *