دعاء اليوم الحادي عشر



اللَّهُمَّ حَبِّب إلَيَّ فيهِ الإحسانَ، وَكَرِّه إلَيَّ فيهِ الفُسوقَ وَالعِصيانَ، وَحَرِّم عَلَيَّ فيهِ السَّخَطَ وَالنّيرانَ، بِعَونِكَ يا غياثَ المُستَغيثينَ.

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة المؤبد على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.
روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه:(اللَّهُمَّ حَبِّب إلَيَّ فيهِ الإحسانَ) يتوجه صلى الله عليه واله وسلم إلى عز العبد في الطلب لعمل الإحسان الذي هو شئ يحبه الله تعالى فقال عز ذكره في سورة البقرة :{وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} فالإحسان ينقسم إلى عدة أقسام :قسمٌ للناس، وقسمٌ للنفس.
فعن أمير المؤمنين عليه السلام :رأس الإيمان الإحسان إلى الناس؛ وما كان لنفسه: قال تعالى في سورة الإسراء:{إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم } فيعلم العبد أن عليه الجد في أعماله ليكون من المحسنين على نفسه، فعن أمير المؤمنين عليه السلام: إنك إن أحسنت فنفسك تكرم، وإليها تحسن، إنك إن أسأت فنفسك تمتهن وإياها تغبن.
فبعد إظهار العبد الإحسان لنفسه بتقوى الله، تنتشر أفعاله وأعماله لتكون نورا أمامه، فعن أمير المؤمنين عليه السلام: أصلح المسيء بحسن أفعالك، ودل على الخير بجميل مقالك، ونعمة الإحسان فضيلة المؤمن ، روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: أحق الناس بالإحسان من أحسن الله إليه، وبسط بالقدرة يديه.
فتصبح ملكة الإحسان شعارٌ ، فعن أمير المؤمنين عليه السلام: الإحسان غريزة الأخيار، والإساءة غريزة الأشرار.
وعن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم: زينة العلم الإحسان.
ويقول صلى الله عليه واله وسلم في دعائه: ( وَكَرِّه إلَيَّ فيهِ الفُسوقَ وَالعِصيانَ، وَحَرِّم عَلَيَّ فيهِ السَّخَطَ وَالنّيرانَ، بِعَونِكَ يا غياثَ المُستَغيثينَ) تكره النفس المؤمنة التي تتجنب الدخول بأوصاف الفسق والعصيان،فتسأل الله أن يزيدها كرها بكل عمل لا يحبه، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال عن معنى الفسق: فكل معصية من المعاصي الكبار فعلها فاعل،أو دخل فيها داخل بجهة اللذة والشهوة والشوق الغالب، فهو فسق وفاعله فاسق خارج من الإيمان بجهة الفسق، فإن دام في ذلك حتى يدخل في حد التهاون والاستخفاف، فقد وجب أن يكون بتهاونه واستخفافه كافرا.
فعلامات الفاسق ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أما علامات الفاسق فأربعة: اللهو،واللغو،والعدوان،والبهتان.
والمؤمن الكاره المتجنب لمعاصي ربه يرجو الدخول في حصن الله عزوجل، كما في قوله تعالى في سورة الأنعام: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} ، روي أنه جاء رجل إلى الإمام الحسين عليه السلام فقال له: أنا رجل عاصي، ولا أصبر على المعصية، فعظني.
فقال الإمام الحسين عليه السلام: أفعل خمساً، و افعل ماشئت!..
فقال الرجل:هات.
فقال عليه السلام: أخرج من أرض الله، واذنب ماشئت.
قال الرجل:كيف ولا تخفى على الله خافية؟!
فقال عليه السلام: اطلب موضعاً لايراك الله فيه، وأذنب ماشئت.
قال الرجل: هذه أعظم من تلك فأين أسكن ؟!
فقال عليه السلام: إذا جاءك ملك الموت فادفعه عن نفسك، وأذنب ما شئت.
قال الرجل: هذا محال!
فقال عليه السلام: إذا دخلت النار فلا تدخل فيها، وأذنب ما شئت!.
فقال الرجل:حسبك لن يراني الله بعد اليوم في معصية أبدا.
إن الله يحب من عبده أن يراه في موضع يحبه ويكره له أن يراه في موضع يعصى فيه.
فعن أمير المؤمنين عليه السلام: أن تنزهوا عن المعاصي يحببكم الله .
والمؤمن يطلب حب الله تقربا له، فعن الإمام الصادق عليه السلام: طلبت حب الله عز وجل فوجدته في بغض أهل المعاصي.
يسمع العبد قول ربه عن سخطه ونيرانه والوعيد فيها فتزداد خشيته الدخول فيها ،قال تعالى في سورة الحجر: {وإن جهنم لموعدهم أجمعين*لها سبعة أبواب لكل باب منهم حزءٌ مقسوم}.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا يدخل أحد الجنة حتى يطلعه على النار، وما فيها من العذاب ليعلم تمام فضل الله عليه وكمال لطفه وإحسانه إليه، فيزداد لذلك فرحا وسرورا بالجنة ونعيمها، ولا يدخل أحد النار حتى يطلعه على الجنة وما فيها من أنواع النعيم والثواب، ليكون ذلك زيادة عقوبة له وحسرة على ما فاته من الجنة ونعيمها.
يستغيث العبد بعون الله فيرشده إلى الغوث الأكبر الذي يكون حاجز دخوله سخط الله ونيرانه.
فعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السلام حتى تسيل على خديه بوأه الله بها غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار.
اللهم بالحسين الشهيد المظلوم عليه السلام أعتق رقابنا من سخطك ونيرانك.
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *