حوارية اليوم الحادي عشر



السائل : قبل أن أبدأ في قراءة الجزء الحادي عشر أريد فكرة عنه لكي أتدبره و أنا أقرأ.
الشيخ : رضى الله في سور التوبة الآية ١٠٠: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
هو أعلى مقامات الكمال حيث جاء في الآية ٧٢ من نفس السورة بعد عطايا من جنة، والجنة تجري من تحتها الأنهار، و مساكن طيبة في جنات عدن، و عدن يقصد بها إقامة خالدة، أو أفضل موقع في الجنة، و الأفضل الأخذ برأيين، يعني خلود و أفضل موقع، و بعد هذه العطايا يقول الباري جل و علا و رضوان من الله أكبر ووصفه بفوز العظيم في قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }، ويؤكد كلامي ما جاء عن النبي صلى الله عليه و آله  قال رسول الله صلى الله عليه وآله : وكيف لا يكون ذلك خيرا مما يجمعون، وهو الجنة ونعيمها، فإنه يكسب بها رضوان الله تعالى الذي هو أفضل من الجنة ويستحق بها الكون بحضرة محمد و آله الطيبين الذي هو أفضل من الجنة.
و من هذه الرواية يتضح لنا أعلى المقامات التي تسمى رضوان الله وهي أفضل من الجنة و هي حضرت محمد و آل محمد .
و الكلام لي و لك إيها السائل كيف نصل إلى رضوان الله مثل الذين سبقونا إلى الإيمان ؟
لا يمكن الوصول إلا بتفريق عمل المنافقين الذين يحاولون نزع استقرار وسكينة وعبرت عنهم الخلايا النائمة الذين يحاولون أن يؤسسوا أماكن خاصة لتجمعاتهم مثل مسجد ضرار لكي يفرقوا بين المؤمنين ويدّعون إن مسيرتهم لله، و لكن الله كذبهم و دمر مخدعهم، و هذا الكلام في الآية ١٠٧ للسورة نفسها، وهناك مقارنة بين المؤمنين و المنافقين في الجزء العاشر بين الآية ٦٧ و ٧١ ، و في كل الأحوال هذه المقارنة الموصلة إلى رضوان الله عز وجل هو عمل رسالي لتثبيت الأسلام، و لنعلم أن الإسلام لا زال أسيرا بين أبنائه إلا إذا مشينا على خطى الأولين المُرتضى عنهم أو على خطى آل البيت صلوات الله عليهم.
و نزيد على المقارنة من الآيات القرآنية في هذا الجزء.
١- طاعة الله عزوجل و الرسول و الأئمة صلوات الله عليهم يفهم من آيات،١١٦،١١٧،١١٨،١١٩،١٢٠،٩٧،١٢٨ونصائح جميع الآيات.
٢- التوبة  ،تزكية النفس بالعمل الخير ، و دائما في حالة تطهير بأعمال الصالحة و نوايا الخالصة و هذا ما يظهر و يفهم من الآيات التاليه١٠٢،١٠٨،١٠٤،١٠٣،١٠٥،١١١،١٢١.
٣- تأسيس الصروح الدينية بتقوى من عندهم لتثبيت الدين القويم و نظرة بعيدة لاستقرار وسكينة في المعتقد و التواصل الأجتماعي، الفهم من الآية ١٠٧ و ظاهر ما جاء من الآية١٠٨،١٠٩
٤- عدم خلط العمل الصالح  بالعمل السيء وهو ظاهر كلام آية ١٠٢.
٥-إقامة العبادة بأبعاده الموجوده في السنة وهو ظاهر كلام آية١١٢.
٦- السياحة لطلب العلم و طلب الرزق وهو ظاهر كلام آية ١١٢،١٢٢.
كل هذا النظام بما فيه غلظة المؤمنين في الحروب ظاهر آية ١٢٣يثبت دين الإسلام لداخل الإنسان والمجتمع الإسلامي و هو عمل الأنبياء أو قل بمساعدتهم الموصلة لرضوان الله.
السائل : ما تقول في استغفار  إبراهيم عليه السلام في نفس الجزء سورة توبة الآية١١٤؟

هذا عمه آزر الذي كفله و يناديه أبي و عندنا من معتقداتنا الثابتة: والدي النبي موحدان، وبعد خروجه من بابل و واستقراره في فلسطين وهبه الله على كبر ابنه الذبيح اسماعيل وذهب به إلى مكة: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ……..}حتى قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ }، و محل الشاهد: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ } ، حيث دعا لوالديه، وهناك فارق زمني بين دعائه لعمه في شبابه الذي تراجع عن استغفاره له في الآية١١٤: { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ }، ودعائه في الكبر، و الأكثر من ذلك لا يمكن اعتبار قول (الوالد) لعمه لأنه مختص بالذي يخرج من صلب أو الرحم.
السائل : أريد أن أعرف بعض من آيات سورة يونس الموجودة في الجزء الحادي عشر.

الشيخ : الآية ١٧: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ }
الكذب على الله ذنبٌ كبير و عبر عنه أنه ليس هناك أظلم من الذي يكذب الله عز وجل وأنه _هذا الذنب_ من عظمته عد من المفطرات وهو مع الكذب على الرسول و الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين وقد عبر عن الشرك مثل ذلك.

شكرا ايها المحب على اهتمامك المعرفي.
أليك سند الرواية التي ذكرتها لك
تفسير الإمام العسكري ع ص١٥

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *