شرح دعاء اليوم الخامس عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

اللَّهُمَّ ارزُقني فيهِ طاعَةَ الخاشِعينَ، وَاشرَح فيهِ صَدري بِإنابَةِ المُخبِتينَ، بِأمانِكَ يا أمانَ الخائِفينَ.

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
روي عن النبي صلى الله عليه وآله في دعائه: (اللَّهُمَّ ارزُقني فيهِ طاعَةَ الخاشِعينَ) يوجه صلى الله عليه وآله وسلم إلى تعليمنا طلب الرزق الإيماني والرقي في تأديب النفس لنصل إلى درجة الخاشعين والنجاة في الدارين.
قال الله عز وجل في سورة الأنبياء:{وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند السؤال عن علامة الخشوع، قال صلى الله عليه وآله وسلم: أما علامة الخاشع فأربعة: مراقبة الله في السر والعلانية، وركوب الجميل، والتفكر ليوم القيامة، والمناجاة.
المؤمنون يسألون الله أن يكونوا السابقين في الطاعات التي توصلهم إلى مقام الخاشعين بالاقتداء بما ورد عن أئمتنا عليهم السلام ليعلمونا كيفية الخشوع ، فروي عن الإمام الصادق عليه السلام: أوحى الله إلى عيسى بن مريم عليه السلام: يا عيسى هب لي من عينيك الدموع، ومن قلبك الخشوع، وأكحل عينيك بميل الحزن إذا ضحك البطالون، وقم على قبور الأموات فنادهم بالصوت الرفيع لعلك تأخذ موعظتك منهم، وقل: إني لاحق في اللاحقين.
ولكل درجة عمل ودرجة الخشوع ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: لا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بيقين، ولا يقين إلا بالخشوع.
ومراتب التزين من أولياء الله التي يحبها الله ما أوحى تعالى به إلى نبيه موسى بن عمران عليه السلام قال: إنما يتزين لي أوليائي بالذل والخشوع والخوف الذي ينبت في قلوبهم فيظهر على أجسادهم.
وعنه صلى الله عليه واله وسلم في دعائه: ( وَاشرَح فيهِ صَدري بِإنابَةِ المُخبِتينَ)، عند الولوج في درجة الخاشعين تنشرح صدور المؤمنين بالإيمان والحكمة والإنابة للمخبتين ، فقد قال الله عز وجل في سورة هود:{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواإِلَىٰ رَبِّهِمْ أولئك أصحاب الجنة}، وروي عن الإمام الكاظم عليه السلام قال: سألت أبي عن قول الله عزوجل: (وبشر المخبتين)قال عليه السلام :نزلت فينا خاصة.
ونحن الخاشعين الطالبين لشرح صدورنا بولايتهم عليهم السلام يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام قل: اللهم اجعل لي عندك عهدا ،وفي صدور عبادك ودا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة.
ونحن المحتاجون في مثل هذه الأيام أن نكون مثل كليب في التسليم لهم، روي عن أبي أسامة قال :قلت لأبي عبدالله الصادق عليه السلام: إن عندنا رجلاً يسمى كليباً فلا يجئ عنكم شئ إلا قال: أنا أسلم، فسميناه كليب التسليم، بتسليمه به، قال: فترحم عليه أبو عبدالله عليه السلام وقال: أتدرون ما التسليم؟ فسكتنا فقال عليه السلام: هو والله الإخبات وتلا قول الله تعالى الآية من سورة هود.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: (بِأمانِكَ يا أمانَ الخائِفينَ)، ونحن الخائفون يارب في هذا الشهر المبارك فآمنا بأمنك الجلي بالبقاء على ولايتهم ومحبتهم عليهم السلام، وروي عن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليهما السلام قال: نحن أئمة المسلمين، وحجج الله على العالمين، وسادة المؤمنين، وقادة الغر المحجلين، وموالي المؤمنين، ونحن أمان أهل الأرض كما ان النجوم أمان لأهل السماء، ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها، وبنا ينزل الغيث، وبنا ينشر الرحمة، ويخرج بركات الأرض، ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها، ثم قال (عليه السلام): ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة الله فيها ولولا ذلك لم يعبد الله.
إلهي بمولود هذا اليوم المبارك الحسن بن علي عليهما السلام عجل لوليك القائم المنتظر الفرج والنصر والعافية واجعلنا من الذين تشرح صدورهم برؤيته.
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

تعليقان (2) على “شرح دعاء اليوم الخامس عشر”

    1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اختاروا اللغة التي تعجبكم من القائمة آعلاه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *