حوارية اليوم الخامس عشر

حوارية اليوم الخامس عشر

السائل : ما علاقة الإمام الحجة المنتظر(عجل الله فرجه) بسورة الإسراء (بني إسرائيل)؟

الشيخ : علاقة الإمام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه) بالقرآن بشكل عام أحدهما نور والآخر الصراط المستقيم إذا لم يضئ النور في الصراط سقطنا، و كل وعود الخير و الأمل لأهل الأرض في القرآن تخصه ، فعن علي بن الحسين (عليه السلام) قال : (هو المعتصم بحبل الله ، وحبل الله هو القرآن لا يفترقان إلى يوم القيامة ، فالإمام يهدي إلى القرآن ، والقرآن يهدي إلى الإمام، وذلك قول الله عزّ وجلّ : {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ })
وهذه الآية تجدها في سور الإسراء آية ٩.
أما علاقته بالسورة نجده في تأويل أهل البيت عليهم السلام:
منها: عن أبي عبد الله في تأويل {وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً}: خروج القائم عليه السلام. سورة الإسراء الآية ٥
و منها: عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان يقرأ {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ}، ثم قال: وهو القائم وأصحابه أولي بأس شديد. سورة الإسراء الآية٥
ومنها: عن رجل، قال: سألت عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا﴾ سورة الإسراء الآية٣٣ قال: (ذلك قائم آل محمد).

السائل : تكلمتم عن الأمور العقائدية هل هناك جوانب أخلاقية؟

الشيخ: في الآية ٩ : {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي } المؤمن له جنبة مثل أئمة الهدى فيقول فيهم النبي الأكرم صلى الله عليه و آله مخاطبا أحدهم ادع الناس إلى الإسلام، اعلم أن لك بكل من أجابك عتق رقبة من ولد يعقوب).
و عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : قول الله عزوجل : {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ} قال: من أخرجها من ضلال إلى هدى فكأنما أحياها و من أخرجها من هدى إلى الضلال فقد قتلها)، الكلام الظاهري للآية معروف ولكن نحن نعرف بعض الأحياء بجسد و أرواحهم في قبور الشيطان.
و الآية ٢٧:{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} إن الإنسان الذي ليس عنده تقدير في الصرف يصل إلى حفر الشيطان و يكون مصيدةٌ له فعن النبي الأكرم موجها لترك التبذير: (من اقتصد أغناه الله)، و هذا شيء طبيعي لأن التقدير هو وضع المال في موضعه الجالب للغنى ، حيث جاء عن أمير المؤمنين (التبذير قرينٌ مفلس)، و التقدير في الصرف له شروط تجدها في الآية ٢٩ من نفس السورة وبعدها بآية: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا } وعن الإمام العسكري عليه السلام (إن للاقتصاد مقداراً  فإن زاد عليه فهو بخل).

معاني الأخبار ج١ ص١٣٢.
الكافي ج٨ ص٢٠٦.
العياشي ج٢ ص٢٨١.
كامل الزيارات ص١٣٥-١٣٦.
الوسائل ج١١ ص٤٤٨.
أصول الكافي ج٢ ص٢١٠.
تنبيه الخواطر ص١٣٦.
ميزان الحكمة ج١ ص٢٤٦

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *