شرح دعاء اليوم السادس عشر



اللَّهُمَّ وَفِّقني فيهِ لِموافَقَةِ الأبرارِ، وَجَنِّبني فيهِ مُرافَقَةَ الأشرارِ، وَآوِني فيهِ بِرَحمَتِكَ إلى دارِ القَرارِ، بِإلهيَّتِكَ يا إلهَ العالَمينَ.
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
يقول صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه:(اللَّهُمَّ وَفِّقني فيهِ لِموافَقَةِ الأبرارِ) يرشد صلى الله عليه واله وسلم إلى تعريف العباد بأن لكل علة معلولا وأن لكل أثر مؤثرا، ولكل شئ آثارا، وعلائم هذه الأمور هو: التوفيق في الحياة، روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: التوفيق رأس السعادة، وعنه عليه السلام:التوفيق أشرف الحظين.
قال الله عز وجل في سورة هود: {وَمَاتَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ}.
فالتوفيق لنا في هذا الشهر الشريف هو: الفوز بمديد واستمرار التوفيقات الكثيرة التي يطمع فيها العابدون بالموافقة للأبرار، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في شأن علي عليه السلام: أحبوه لحبي، وأكرموه لكرامتي، وأطيعوه لله ورسوله، واسترشدوه توفقوا وترشدوا، فإنه الدليل لكم على الله بعدي.
قال الله عز وجل في سورة الإنفطار: { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ *وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} ، روي عن الإمام الباقر عليه السلام قال: الأبرار نحن هم والفجار هم عدونا.
إن للموافقة والبقاء على ولايتهم وصحبته في الدنيا قبل الآخرة مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، وأهلي أحب إليه من أهله، وعترتي أحب إليه من عترته، وذريتي أحب إليه من ذريته.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: (وَجَنِّبني فيهِ مُرافَقَةَ الأشرارِ)، الهاربون من كل فعل يعتبر شراً عند الله ويتجنبون مرافقة الفاعلين لهذا الشر، ويدعون الله أن يلهمهم ويزكيهم في عدم دخولهم إلى عالم الشر المظلم الذي لا يكونوا فيه إلا من الأخسرين أعمالا، قال الله تعالى في سورة الفلق:{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}.
يروى عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:مُجَالَسَةُ الْأَشْرَارِ تُورِثُ سُوءَ الظَّنِّ بِالْأَخْيَارِ، وَ مُجَالَسَةُ الْأَخْيَارِ تُلْحِقُ الْأَشْرَارَ بِالْأَخْيَارِ، وَ مُجَالَسَةُ الْفُجَّارِ لِلْأَبْرَارِ تُلْحِقُ الْفُجَّارَ بِالْأَبْرَارِ، فَمَنِ اشْتَبَهَ عَلَيْكُمْ أَمْرُهُ وَ لَمْ تَعْرِفُوا دِينَهُ فَانْظُرُوا إِلَى‏ خُلَطَائِهِ‏، فَإِنْ كَانُوا أَهْلَ دِينِ اللَّهِ فَهُوَ عَلَى دِينِ اللَّهِ، وَ إِنْ كَانُوا عَلَى غَيْرِ دِينِ اللَّهِ فَلَا حَظَّ لَهُ فِي دِينِ اللَّهِ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله كَانَ يَقُولُ‏: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤَاخِيَنَّ كَافِراً وَ لَا يُخَالِطَنَّ فَاجِراً.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه: (وَآوِني فيهِ بِرَحمَتِكَ إلى دارِ القَرارِ، بِإلهيَّتِكَ يا إلهَ العالَمينَ)، السائلون يرجون من الله عزوجل أن يأويهم في هذا الشهر المبارك إلى رحمته التي يهرب إليها المؤمنون كأصحاب الكهف، فقال عز ذكره في سورة الكهف: {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ}، ونحن يا إلهنا نسألك بشهرك الفضيل، أن تدخلنا كهفك الحصين _ ولاية محمد وآل محمد_ وتنشر علينا من رحمتك لنصل إلى دار القرار مشمولين برحمتك، روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس إنما الدنيا دار مجاز، والأخرة دار القرار، فخذوا من ممركم لمقركم.
ونحن المتمسكون بولايتهم، والراجون لرحمته في دار القرار، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من رزقه الله حب الأئمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا والآخرة، فلا يشكن أنه في الجنة وأن في حب أهل بيتي عشرين خصلة عشر في الدنيا وعشر في الآخرة.
ونحن عبادك نلتجئ إليك يا إله العالمين في الشدائد، روي عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام في معنى الله قال: هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه.
اللهم إنا نتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين أن لا تحرمنا من شفاعتهم في الدنيا والآخرة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *