حوارية اليوم الرابع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
السائل : شيخنا إختر لي من الجزء الرابع عشر آيات لكي أتهيأ لقراءة الجزء.

الشيخ : فلتختر آفة التكبر الآية٣١ إلى ٣٤ من سورة الحجر: {إِلا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ} ، قال الإمام علي عليه السلام: ( فَاعْتَبِروا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللهِ بِإِبْلِيسَ، إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ، وَجَهْدَهُ الْجَهِيدَ، وَكَانَ قَدْ عَبَدَ اللهَ سِتَّةَ آلاَفِ سَنَةٍ، لاَ يُدْرَى أَمِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ، عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَة، فَمَنْ بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ؟).
و هناك سؤال يتبادر في الذهن ما سبب هذا المرض؟
علة هذا المرض في الأساس هو نقص في داخل المتكبر فيبدأ القياس الخاص به، فعن الإمام الصادق عليه السلام : (ما من رجل تكبر أو تجبر إلا لذلة يجدها في نفسه)، و عن الإمام علي عليه السلام : ( ما تكبر إلا وضيع).
السائل : ما هو العلاج؟؟
الشيخ : العلاج ممكن في عدة خطوات…منها:
١- الابتعاد عن العصبية القبلية في النسب والحسب: فعن الإمام علي عليه السلام: (فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبية، و أحقاد الجاهلية، فإنما تلك الحمية تكون في المسلم من خطرات الشيطان و نخواته ، ونزغاته و نفثاته).
٢- تواضع النفس: قال الإمام علي عليه السلام: (اعتمدوا وضع التذلل على رؤوسكم ، و إلقاء التعزز تحت أقدامكم ، وخلع التكبر من أعناقكم ، واتخذوا التواضع مسلحة بينكم وبين عدوكم إبليس).
٣- الاعتبار من الأمم التي تكبرت على الله  وجحدت به فأنزل عليهم العذاب: عن الإمام علي عليه السلام: ( فاعتبروا بما أصاب الأمم المستكبرين من قبلكم من بأس الله وصولاته ، ووقائعه ومثلاته) .
٤- الاستعاذة بالله: فكما نستعيذ من الوباء و الكوارث نستعيذ من هذا المرض، عن الإمام علي عليه السلام: (واستعيذوا بالله من لواقح الكبر كما تستعيذونه من طوارق الدهر).
٥- التفكر في الخاتمة فعن الإمام علي عليه السلام: ( الله الله في عاجل البغي، وآجل وخامة الظلم، و سوء عاقبة الكبر، فإنها مصيدة إبليس العظمى، و مكيدته الكبرى، التي تساور قلوب الرجال مساورة السموم القاتلة).
أما عن آثار الكبر على صاحبه:
١-نقص العقل: أي يورث الغباء، فعن الإمام الباقر عليه السلام: ( ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر إلا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك، قلّ ذلك أو كثر).
٢- يكتب من الجبارين: عن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله: ( لا يزال الرجل يتكبر و يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين، فيصيبه ما أصابهم).
٣-أخلاقه تقل شيئا فشيئا: عن الإمام علي عليه السلام: (الكبر خليقة مردية، من تكثر بها قل).
٤ – فقدان النزاهة: و فقدان اللين والرحمة ، عن أمير المؤمنين _ في صفات المتقين_ ( بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة ، ليس تباعده بكبر وعظمة، و لا دنوه بمكر و خديعة).
وكلام يطول و نكتفي بهذا الاختصار.

السائل : بارك الله فيك شيخنا ،ألا تذكر لنا أهل البيت صلوات عليهم في هذا الجزء.
الشيخ : ٢٥ رواية من طرقنا وواحدة من طريق أهل السنة و الجماعة يذكرون إن أهل الذكر في الآية ٤٣ من سورة النحل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} هم محمد و الأثنى عشر من آل محمد.
نذكر واحدة منها للبركة؛ عن أبي عبدالله عليه السلام قال جل ذكره:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، قال : الكتاب: (هو) الذكر، و أهله آل محمد صلى الله عليه و آله، أمر الله عز وجل بسؤالهم و لم يأمر بسؤال الجهال، و سمى الله عزوجل القرآن ذكرا، فقال تبارك و تعلى : {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}، وقال عز وجل:{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}.والحمد لله رب العالمين.
نهج البلاغة الخطبة ١٩٢.
ميزان الحكمة ج٣ ص٢٦٥٦.
البحار ج٧٣ ص٢٠٩.
دليل الفالحين ج٣ ص٤.
غرر الحكم ٢٦٠٩.
نهج البلاغة ١٩٣.
الكافي ج٢ ص٢٩٥،ص٣١٢

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *