كربلاء في الديانة الهندوسية والسيخية

الشيخ علي العالي
Latest posts by الشيخ علي العالي (see all)

و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و المرسلين نبينا محمد و على آل بيته الطيبين الطاهرين

وجدنا في بعض الكتب المقدسة و التاريخية لبعض الديانات المختلفة في الهند من يتخذ الحسين (ع) إماما في عقائده و دينه كالمجتمع البرهمي (دت)

المجتمع البرهمي فيه عدة أسر و أفخاذ متعددة ، و لديهم مناصب عالية في الحكومة الهندية في الفن و التمثيل و التجارة و الإعلام و الدفاع و غيره من سياديات الحكومة الهندية و كلهم يتبعون عشيرة دت أو دات.

فمن هم دت؟

هم طائفة من الهندوس و السيخيبن:

يراقبون الهلال و شهر محرم سنويا مع المسلمين و ذلك ليحيوا أمجاد أجدادهم الذين قاتلوا مع الحسين (ع) في معركة كربلاء عام 680-681 ميلادية. حسب مدعاهم.

و يطلقون على أنفسهم البراهمة الحسينيين.

و وفقا لرواياتهم:  فإن الراهب (دت) سافر إلى صديقه الإمام الحسين (ع) الذي خاض حربا ضد يزيد جنبا إلى جنب مع أبنائه و استشهدوا جميعا في معركة شرسة. و قد فاز الراهب دت بحب الإمام الحسين (ع) و قد سمى نفسه افتخارا باسم البرهمي الحسيني

و منذ ذلك الحين فإن البراهمة دت ينضمون للجيش و يقاتلون في سبيل الحق تقليدا لموقف أجدادهم و افتخارا به و امتدادا له.

في أحد اللقاءات الصحفية قال الكولونيل رام ساروب باكشي (المتقاعد) و هو عضو في المجتمع الحسيني البرهمي بعدما فاجأ الجميع بقوله: أن مجتمعي يبقى فخورا بصلات الأجداد إلى الامام الحسين (ع) و أنها تذكره بالوثائق العاشورائية باحترام كبير.

و يقول : نحن مجتمع صغير جدا في بيون و لكن هذه الفقرة التأريخية لها أهمية كبيرة تربطنا و المسلمين معا.

و قال المحامي : ناترا براكاش بهوك : نحن نرمز إلى دليل و وثائق تأريخية مشتركة منذ قرون بين المسلمين و الهندوس و أنا فخور بمجتمعي الحسيني البرهمي و لنا مكان خاص في تأريخ الاسلام حيث خاضت أجدادنا جنبا إلى جنب مع الحسين في سبيل الحقيقة و العدالة و ما زلنا نعتز بتلك التضحيات التي قدمها مجتمعنا.

القصة الأولى:

معركة كربلاء في النص الهندوسي:

ورد في نصوصهم أنه جرت معركة كربلاء في عام 680-681م في كربلاء حيث كان في أحد الفريقين أنصار و أقارب حفيد النبي (ص) الحسين بن علي (ع) و في الجانب الآخر مفارز عسكرية من قوات يزيد بن معاوية الخليفة الأموي. و قد خاض الامام الحسين (ع) في سنة 681 م معركة كبيرة في كربلاء لانقاذ مصير الخلافة الاسلامية حيث جاء لمساعدة أهل الكوفة حينما دعوه لإنقاذهم من ظلم الخليفة . و قد قام الخليفة بمحاصرة الامام الحسين (ع) و عائلته و أنصاره حتى غادر الدنيا دون ماء و لا غذاء لعدة أيام قضاها و حارب فيها و أدت هذه المعركة في نهاية المطاف إلى الانشقاق بين الشيعة و السنة.

كما هو مكتوب في النص

و كان الراهب دت على علاقة وثيقة مع عائلة النبي محمد (ص) و كان هذا البرهمي السراسوتي يحظى باحترام كبير في الجزيرة العربية و المذكور أنه ضحى بسبعة أبناء في سبيل الإمام  الحسين (ع) و هم:

بورو، رام سنغ، خرس داري، المراي بون، سهكاس راي ، شيرخان، دهاروا.

و حينما حاصر جيش يزيد الوفد المرافق للحسين (ع) حيث يتكون من 200 فرد من الرجال و النساء  بينهم 72 من أفراد عائلة الحسين (ع) 40 سيرا على الأقدام و 32 على ظهور الخيل حيث خذله المسلمون و هربوا عن مساعدته مع أبنائه السبعة في الحرب الشرسة يوم السابع من محرم الحرام حيث صارعوا جحيم جيش يزيد بقوام ثلاثين ألف مقاتل جمعها الخليفة من عدة أماكن و بلدان مختلفة و جعل ستة آلاف جندي يحرسون ضفاف النهر لضمان عدم وصول الماء لأبرياء الإمام الحسين (ع) و أطفاله  و قبل غروب الشمس في يوم العاشر من المحرم حيث صادف يوم الجمعة كلهم قتلوا و لقوا حتفهم ابنه علي الأكبر 22 سنة العباس أخوه 32 سنة ابنته سكينة 4 سنين و رضيع يبلغ من العمر ستة أشهر بسهم أسال دمه في حضن والده و قد قتل الإمام الحسين(ع) ثلاثة و ثلاثين طعنة رمح مع جروح السيوف و بيد رجل الأحقاد المخزي شمر الذي نصبه في جيشه ثم ذبح الحسين (ع) في الصحراء في اليوم العاشر من محرم مع فرقة من تلاميذه في معركة دامية

و قام الراهب بمطاردتهم و ملاحقتهم حتى وصلوا للكوفة و قام بغسل رجل الرجل الكريم و غسله بكل جلال و اجلال حتى تم حمله إلى دمشقوفقا لقصة ما

و في قصة أخرى : ان رجال يزيد حملوا رأس الحسين الشريف إلى مأواه حتى علم أنه رأس الحسين (ع) فرفض أن يعطيهم اياه فقام بذبح أولاده واحدا تلوا الآخر

و كانوا يرفضون رؤوسهم و يقولون هذا ليس رأس الإمام الحسين(ع)حتى أخذوه إلى دمشق و من ثم تم دفن رأس الإمام الحسين (ع) مع جسده

و هناك عرض فيديو وثائقي لنشاهده معا

و قال الراهب دت ان التلاميذ الشيعة التابعين للحسين (ع) لم يلقوا أسلحتهم حتى رأوا النهاية الأكيدة ليزيد و حكمه خلال 40 يوم.

و راتفعت ثورة المختار و تبعه دت في جولات باسلة و خاضوا ببطولة استثنائية و قبضوا على من في حصن الكوفة و هدموا مقر الحاكم يزيد و عبيد الله بن زياد فسجلوا انتصارا و دقوا الطبول و صاحوا انهم انتقموا للحسين (ع) و دماء الأبرياء في كربلاء.

كما و أن نصوصهم تدعي مشاركة الراهب دت في معركة البصرة و يسمونها (معركة الجمال).

و قد غادر هذا الراهب الجزيرة العربية سنة 728م بعد أن طغى عليه حزن فقد أولاده السبعة فهاجر إلى أفغانستان عبر إيران و تركستان ثم توجه إلى موطنه الام ليستقر في منطقة سيالكوت.

و هناك أحفاد له في عشائر متعدده في العصر الحديث مثلا (كابيلا) و تسمى عشائر (موهدا) في أفغانستان و يدعون بالبراهمه الحسينيين.

و البعض استقر في باكستان (تاتكاتا صاحب) في حي الشيخ.. و يمكن التعرف على عشائرهم بأسماء دت شارما بهارادواج.

القصة الثانية:

و هي تبدو أقل موثوقية حتى عند الهندوس و هي إن أحد زوجات الامام الحسين (ع) الأميرة الفارسية شهربان ويه حيث أن لها أخت اسمها مهربانه ويه و تسمى في الهند جندراريكا زوجة الملك الهندي يدعى جندراكيتا.

ادعوا في قصتهم انه

حينما استعد جيش يزيد لقتل الحسين (ع) أرسل الامام علي بن الحسين (ع) رسالة له يطلب منه النصرة و المساعدة حسب مدعاهم فتلقى الحاكم الهندي الرسالة فأرسل جيشا جرارا إلى العراق. و لكن الجيش وصل بعد استشهاد الامام الحسين (ع). و قد اجتمع البعض من الجيش مع المختار الثقفي في مكان يسمى حتى اليوم باسم دير الهندية أو ربع الهندية. و هكذا فإن بعض البراهمه بقوا في الكوفة بعد الانتقام مع المختار في حين غادر بقية البراهمه للهند.

  • وفقا لكتاب جنغ ناما في الصفحات 175-176 يقول عاش في بغداد البراهميون لمدة أربعة عشر قرن
  • و هناك مقدمة روائية تاريخية شهيرة بعنوان كربلاء نشرت عام 1924م في لكناو و قد ذكر مؤلفها مونشي بريم جاند أن الهندوس الذين قاتلوا و ضحوا

في حرب كربلاء المقدسة يعتقد أن يكون من نسل آسفاداما  و هذا يؤكد ارتباطهم بنسل دت الذي يعتبر من أفخاذهم.

  • وهناك ادعاء أن  الراهب سيذوايوج دت كان يلقب بالسلطان في المملكة العربية (الاسم القديم للعراق) و اشتهر باسمه مير سيذاني و كان عبدا للبراهمة عاش  في العراق حوالي  في سنة 600م.

و هناك عرض فيديو وثائقي لنشاهده معا

القصة الثالثة

قصة السيد هاشم رضوي/ حيدراباد/ الهند

هو دكتور في الجامعة يقول في أحد مقالاته القصصية أنه كان في صدد ذكر رواية (بريم جاند) و معناه (قمر الحب) حيث تناولت كربلاء و ما جرى فيها مع الراهب الهندوسي و أولاده السبعة و كان ذكرها مجرد اشارة للأسطورة المشهورة عند البراهمة الحسينيين. فقامت إحدى الفتيات و قالت أنا من نسل هذا الراهب دت و اسمي (نونيكا) و إذا أحببت سأخبرك عن ملتي.. فكانت خلاصة كلماتها تحوي عدة نقاط تسترعي الانتباه

  • قالت له أن دينها ليس فيه طقوس الهندوس المعتادة و لكنهم ليسوا مسلمين حتما.
  • أخبرته أن علاقة كل برهمي حسين وجود قطع على رقبته علامة على الاعتزاز بالحناجر التي قطعت في سبيل الحسين (ع) و يسمى هذا الطقس بالموندان و هذه تعد من شعائر الحسين. و هناك عرض فيديو وثائقي لنشاهده معا
  • أخرجت كتابين و قالت أن كل ذلك التاريخ مثبتا في الكتابين عندهم و كانت مكتوبة باللغة الانجليزية.
  • أخبرته أن الراهب دت كان له الشرف بلقاء أسرة الامام الحسين (ع) بعد أن كان الناجي الوحيد من مجزرة كربلاء و قدم نفسه للعائلة قائلا: (أنا البراهمي من هندوستان) فجاءه الرد: (أنت الآن الحسيني البراهمي و سوف نتذكرك دائما).
  • تقول حسب الكتاب عندهم أن الراهب دت أحضر شعرة من الامام الحسين (ع) متخفين في مزار و حضره بال في سرنجرر كشمير جنبا إلى جنب مع شعرة من النبي محمد (ص). حسب المدعي

و كذا السيخية:

يعتبر البروفيسور نويل كيونتون وليام كنغ و هو من الروحانيين و الاكاديميين السيخ المولود في مدينة تاكسيلا بباكستان سنة 1922م و المتوفي في مدينة كورلتوس بكاليفورنيا عام 2009م أن العالم الغربي بدأ يتعرف على الإمام الحسين (ع) و تراثه

و عندما أخذ يقدم للجزء الأول منمعجم الشعراء الناظمين في الحسينمن دائرة المعارف الحسينية استوقفه التراث الحسيني فكتب: (ان الوقائع و الانجازات الفكرية التي نتجت من التراث الحسيني تعود إلى الأصول المبكرة و البدايات الأولى للخليفة و تمتد إلى الابد و لقد تركت آثارها على كل شيء بشكل عام) نزهة القلم:297

و عبر البروفيسور و القديس السيخين ويل عن قناعته بان: ( الموسوعة الحسينية سوف تعزز قطاعا واسعا من المعرفة الإنسانية بانضمامها إليها و ستدفعها قدما إلى الخطوات اللاحقة التي ستبعث فينا الثقة بأن الله غرس فينا ما يمكننا من الاستمرار لنجد طريقنا نحو الحقيقة و فهم حكمة الله في العالم على الرغم من كل المصاعب)نزهة القلم :298 و هذه قراءة مستقبلية بدأت تأتي أكلها في عالم الغرب الذي راح يتعرف على مبادئ الإمام الحسين (ع) الحقة في الحرية و الانعتاق من ربة الجبت و الطاغوت بخاصة و ان البروفيسور نويل اختص باللاهوت و مقارنة الأديان و ترك مؤلفات عدة كتبها بمفرده أو مشتركا منها: الأديان في أفريقيا.. الحج نحو الأديان التقليدية المسيحيون و المسلمون في أفريقيا و قصائد في رحيل النبي محمد (ص)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *