نعمة الولاية ضمن معنى أحرف الرحمن والرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

قد جاء عن أمير المؤمنين أنه قال: <<الألف آلاء الله >> (1) فإذا تدبرنا مفردة آلاء في القرآن الكريم فقد جاءت للتذكير بآلاء الله سبحانه ثلاث وأربعون آية واحد وثلاثون منها في سورة الرحمن بآيات متكررة في اللفظ و المعنى، و ثلاث مختلفات ، اثنتين في سورة الأعراف، ولكن كلها مشتركة في تذكير العباد بآلاء الله، و آلاء الله هي: نعمه على العباد ، وهناك مصاديق كثيرة لها في الخارج، و المصداق الأكبر وعليه مفترق الطرق هم أهل بيت النبوة(2) ، و الآيات هي :

1- {أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(3) والشيء الجميل في هذه الآية ذكر المصداق الأكبر { رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ} وبعدها قال الله تعالى{ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} و قد سبق ذكر المصداق الأكبر أنهم أهل بيت النبوة(4) والشيء الأجمل سبق هذه آية بآيتين من نفس الألفاظ و المعنى { أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (5)  ولكن في هذه الآية ذكرت الغاية وهي: {وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} و هو ما يناسب المقام ، فاتباع المصداق الأكبر من آلاء الله غايته الفلاح و التقوى الموصلة للرحمة التي نحن بصددها وهي الرحمن و الرحيم .

2-{ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} (6)بما أن الله خلقكم فلابد من اتباع طريقه سبحانه و هو اتباع أهل بيت النبوة الموصلين للرحمة الإلاهية وغير ذلك يعد إفسادا في الأرض، وهذا واضح بعد ذكر نعمة الولاية حيث  قال تعالى: {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}.

3-{ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ} (7)هل هناك شك في آل بيت محمد صلوات الله عليهم.

4-{ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (8)لماذا هذا الكذب بنعمة الله و بخصوص محمد و آل بيته عليهم الصلاة والسلام.

و تمام كلام أن الرحمة الإلاهية لا تكون إلا بولايتهم.

———————————————

1-في كتاب التوحيد للصدوق قال: حدثنا محمد بن بكران النقاش رحمه الله، بالكوفة ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الهمداني ، قال: حدثنا علي بن الحسين بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال : إنً أوًل ما خلق الله عزً وجل ليعرف به خلقه الكتابة حروف المعجم و إن الرجل إذا ضرب على رأسه بعصا فزعم أنه لا يفصح ببعض الكلام فالحكم فيه أن يعرض عليه حروف المعجم ، ثم يعطى الدية بقدر مالم يفصح منها، ولقد حدثني أبي، عن أبيه ، عن جده ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام

 “ا ب ت ث ” أنه قال: الألف آلاء الله ، و الباء بهجة والباقي و بديع السماوات والأرض ، و التاء تمام الأمر بقائم آل محمد صلى الله عليه و آله ، الثاء ثواب المؤمنين على أعمالهم الصالحة ، 

“ج ح خ ” فالجيم جمال الله و جلال الله ، الحاء حلم الله ، حي حق حليم عن المذنبين ، و الخاء خمول ذكر أهل المعاصي عند الله عز وجل، 

” د ذ ” فالدال دين الله الذي ارتضاه لعباده ، والذال من ذي الجلال و الإكرام ، 

” ر ز ” فالراء من الرؤوف الرحيم ، الزاي زلازل يوم القيامة ، 

” س ش” فالسين سناء الله وسرمديته ، الشين شاء الله ما شاء و أراد ما أراد {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ} (الإنسان: 30،التكوير:29)،

“ص ض ” فالصاد من صادق الوعد في حمل الناس علي الصراط، و حبس الظالمين عند المرصاد ، الضاد ضلً من خالف محمداً وآل محمد ،

 ” ط ظ” فالطاء طوبى للمؤمنين وحسن مآب، و الظاء ظن المؤمنين بالله خيرا وظن الكافرين به سوءاً، 

“ع غ” فالعين من العالم ، والغين من الغني الذي لا يجوز عليه الحاجة على الأطلاق ، 

“ف ق” فالفاء فالق الحب النوى ، فوجٌ من أفواج النار ، والقاف قرآن على الله جمعهُ قرآنهُ ، 

“ك ل ” فالكافُ من الكافي، واللام لغو الكفرين في افترائهم على الله الكذب ، 

” م ن ” فالميم ملك الله يوم الدين يوم لا مالك غيرهُ و يقولُ الله عز وجل {لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} (غافر:16) ثم تنطق أرواح أنبيائه و رسله و حججه فيقولون:{ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (غافر:16) فيقول جل جلاله :{ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}(غافر:17) والنون نوال الله للمؤمنين ، ونكاله للكافرين ، “و ه” فالواو ويل لمن عصى الله عن عذاب يوم عظيم ، والهاء هوان على الله من عصاه ، “ل” فلام  لا إله إلا الله و هي كلمة الإخلاص ما من عبد قالها مخلصا إلا وجبت له الجنة ، “ي” يد الله فوق خلقه باسطة بالرزق ، سبحانه و تعالى عما يشركون، ثم قال عليه السلام: إن الله تبارك و تعالى أنزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب ثم قال:{ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}(الإسراء:88

)،(الجزائري/نور البراهين2 /ص8،9،10،11).

2-محمد بن الحسن الصفار: عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، ومحمد بن جمهور، عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن الهيثم بن واقد ، عن أبي يوسف البزاز، عن أبي عبدالله عليه السلام قال تلا علي عليه السلام هذه الآية:} فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ{ قال أتدري ما آلاء الله؟ قلت : لا.

قال: هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا.

3- الأعراف:69

4-راجع هامش 2

5-الأعراف :63

6- الأعراف:74

7- النجم:55

8-الرحمن :13،16،18،21،23،25،28،30،32،34،36،38،40،42،45،47،49،51،53،55،57،59،61،63،65،67،69،71،73،75،77.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *