صلة الأرحام .. تجسيد للعلاقات الإجتماعية

الشيخ زهير الشيخ محمد الشيخ جعفر الخال

رواية ودرس 7

? روي عن الإمام الباقر (ع): صلةُ الأَرحام تُزكي الأعمال وتدفعُ البَلوى، وتنمي الأموال وتيسر الحساب وتنسيء في الأجل.  

? تجسيدُ العلاقات الإجتماعية يتمثلُ في ” صلة الأرحام “، وهي مما أكد الله تبارك وتعالى عليها في كتابه الكريم، وأهل البيت (عليهم السلام) في أحاديثهم الشريفة.

فالصلةُ تُوجِبُ الذكرَ الجميل في الدنيـا، ورفيعَ الدرَجاتِ في الآخرة، فهي من الفروض العينية، وتركُها عُدَ مِنَ الكبائِر الموبِقة.

? يكفينا أن القرآن الكريم يؤكد لنا ويوجّهُ جميع الناس إلى احترام رابط القرابة الإنسانية حتى لو بَعُدَتِ الأنساب وتعددتِ الأطياف واللُغات، فقال جل وعلا: ( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ) وقال سبحانه: ( وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّه ).

إذاً صلة الأرحام هي أثرٌ من آثار التقوى، وهي من أحب الأعمال إلى الله تبارك وتعالى لأنها من آثار التوحيد، ولذلك قُرِنَت به في الذكر.

فَلِذا صلة الرحم شعار الإيمان بالله واليوم الآخر، قال رسول الله (ص): “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه”.

حتى لو كان غير مسلم فلَهُ حقُ الصِلَة، مراعاةً لقربيتِهِ، وخصوصاً الوالدين.

ولهذا بر الوالدين وصلة الأرحام يهونان الحساب.

فعن الإمام الباقر (ع) قال: قال رسول الله (ص): “بر الوالدين وصلة الأرحام يهونان الحساب، ثم تلى: ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ )”.

فإنَّ لِصلة الأرحام آثار عظيمَةٌ جِداً بما دلت عليه الروايات الشريفة، فإنها تزكي الأعمال، وتدفعُ البلوى، وتزيد في العمر، وتوسع في الرزق، وتدفَعُ عن الواصِل ميتَةَ المكروه والمحذور، وإنها تغفر الذنبَ وتُكَفِرُ الخطايا، وتيسر الحِسَاب.

فقد أوصى رسول الله (ص) على صلة الأرحام فقال (ص): ” أوصي الشاهد من أُمَّتي والغائِب منهم، ومن في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يومِ القِيامةِ، أن يَصِلَ الرحم وإن كانت منهُ على مسيرة سَنة، فإن ذَلِكَ مِنَ الدين”. 

وفقنا الله وإياكم إلى الطاعة وأبعدنا وإياكم عن المعصية.

خادم الآل

الميرزا زهير الشيخ محمد الخال

يوم الجمعة ٢١ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *