معنى الحاء في الرحمن و الرحيم

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ، مُنَزِّلَ القُرآنَ، هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وأنزَلتَ فيهِ آياتٍ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى والفُرقانِ. اللَّهُمَّ ارزُقنا صيامَهُ، وَأعِنّا عَلى قيامِهِ.(*)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد.

معنى الحاء في الرحمن و الرحيم

جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام: <<الحاء حلم الله عن المذنبين>>(1)وجاء عنه عليه السلام : <<و أما الحاء فحق ٌ،حيٌ ، حلمٌ>>(2)

يقابل حلم الله عز جل غضبه المشروع على من تجرأ عليه ولكن حلم الله له شروط، و إطفاء غضب الله عز وجل له عمل، فمثلا :

  • الصدقة تطفئ غضب الرب: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ}(3) وهذا مال الله ورزقه الذي وصل إليك لا يصحبه أذى في العطاء، فالله غني عنك، أنت تلتجئ إليه حين تغضبه بمعاصيك، و تريد أن تتوب تتقرب إليه بالصدقة على الفقير أو المسكين: {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} (4) فالصدقة بمعروف،  و الصدقة لوحدها تجلب المغفرة و الشكر و الحلم، و الصدقة مع أذى تجلب غضب الله، والله غني عن أموال مصحوبة بأذى، ويعطي الحلم بالقول الحسن أي قول المعروف.

أما المعنى الثاني فهوالحق الذي يقابله الباطل:  { فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(5) {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}(6) فأعلى مراتب الحق هو الله عز وجل: {فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ}(7)، الحق منه عز وجل: {الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}(8) ، وهو منزل الحق علينا: {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}(9)عن طريق أنبيائه صلوات الله عليهم:  {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْرًا لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}(10).

أما المعنى الثالث فهو: الحي الذي يقابل المميت فالله سبحانه و تعالى : { هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}(11){الًذِي لا يَمُوتُ}(12)ينظم لنا الوجود: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}(13)وهذه آثار رحمة الله: {فَانظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(14)ليمتحنكم و يمحصكم: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (15)ثم يوم القيامة يكون الحساب: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}(16).

وفي تمام معنى الحاء في الرحمن و الرحيم نعرف أن الحلم و الحي و الحق و حتى الرؤوف تحت معنى الرحمة بمشتقاتها.

—————————————————————

*- السيد ابن طاووس – إقبال الأعمال -ج 1- الصفحة 78.

1،2- الجزائري/نور البراهين2/ص10،11،12،13.

3-التغابن:17.

4-البقرة:263.

5-الأعراف:118.

6-الأنفال:8.

7-يونس:32.

8-البقرة147.

9-البقرة:176.

10-النساء:170.

11-آل عمران:2.

12-الفرقان:58.

13-آل عمران:27.

14-الروم:50.

15-الملك:2.

16-ابراهيم:48.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *