مقارنة بين بعض العبادات مع زيارة الإمام الحسين عليه السلام.

بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ
 بِسمِ الله الَّذي لا أرجو إلاّ فَضلَهُ، وَلا أخشى إلاّ عَدلَهُ، وَلا أعتَمِدُ إلاّ قَولَهُ، وَلا اُمسِكُ إلاّ بِحَبلِهِ
والصلاة و السلام على الذين قال عنهم  {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }.

السَّلام عَلَى الحُسَيْن ، وَعَلَى عَليِّ
بْنِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أصْحابِ
الحُسَين.

إن فضل زيارة الحسين عليه السلام مقارنة ببعض أجزاء العبادات المفروضة أو المندوبة ،تعطينا و تزيدنا
 ولاء ومحبة لأهل البيت لعظمتها في النفوس.

فإذا قارنا بين يوم عرفة عند الإمام الحسين عليه السلام وبين بقعة عرفات وجدنا أن الله عزوجل ينظر إلى زوار الحسين عليه السلام كما ينظر لأهل عرفات في الثواب و المغفرة والشفاعة _ كما سيجيء في جملة من الروايات_ بل يقضي وينظر  للزوار قبل أهل عرفات، بل أكثر من ذلك بنص رواية (زار الله في عرشه) ولكم أيها الأحبة ما اخترنا لكم من الروايات مع بعض التأملات.

1- كامل الزيارات ص ١٨٠: (حدَّثني أبي ؛ وجماعة أصحابي ـ رحمهم الله ـ عن محمّد بن يحيى ؛ وأحمدَ بن إدريسَ جميعاً ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ ، عن يحيى ـ الخادم لأبي جعفر الثّاني ـ عن محمّد بن سِنان ، عن بشير الدَّهّان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول ـ وهو نازل بالحِيرة وعنده جماعة من الشّيعة ـ فأقبل إليَّ بوجهه فقال : يا بشير أحَجَجت العامّ؟ قلت : جُعِلتُ فِداكَ لا ؛ ولكن عَرّفت بالقبر ـ قبر الحسين عليه السلام ـ فقال : يا بَشير والله ما فاتك شيءٌ ممّا كان لأصحاب مَكّة بمكّة ، قلت : جُعِلتُ فِداكَ فيه عرفات؟ فَسِّره لي ، فقال : با بشير إنَّ الرَّجل منكم ليغتسل على شاطِىء الفرات ، ثمَّ يأتي قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقِّه فيعطيه اللهُ بكلِّ قدم يرفعها ويضعها مائة حَجَّة مقبولة ومائة عُمرة مَبرورة ، ومائة غَزوَة مع نبيٍّ مرسل إلى أعداء الله وأعداء رَسوله ، يا بشيرُ اسْمعْ وأبلغ مَن احتمل قلبُه : مَن زارَ الحسين عليه السلام يومَ عَرَفة كان كمن زارَ الله في عرشه).

هذه رواية تُنقل لمن يتحمل قلبه حيث أن الإمام عليه السلام تدرج في الثواب لبشير الدهان حتى يتحمل قلبه إلى أن أوصل الزيارة إلى منزلة ومقام قرب العرش، وهو مقام عالي من الدنو:
وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (٧)ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨)فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (١٠)مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى

فإذا تأملنا ذيل الآية إن فؤاد النبي هو الذي رأى العرش لا عينيه و يفهم من ذلك إن العرش معنوي، وكأنما الله عز وجل جعل مرقد الإمام الحسين عليه السلام ضمن عرشه المعنوي الذي فيه العطايا بقول الله سبحانه : {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} كالمغفرة والثواب و قبول الدعاء و أمور تكوينية مثل طول العمر و الرزق والشفاعة للغير فضلا عن الشفاعة لك كما سيأتي في روايات أهل البيت عليهم السلام .

ويمكن أن يشكل _ممن لا يتحمل قلبه- كيف هذا و الحج فريضة؟؟ و كيف نأنس لكلام المعصوم بوجود كلام الله في القرآن ؟؟؟
أقول لك لا تسقط الزيارة تكليف الفريضة عنك أي لا تسقط حجة الإسلام فإذا استطعت فواجب عليك الحج و لكن الله جعل التفاضل في الأمور غير المفروضة التي يسمح لك بتركها و أنت مختار في المُحبب و المُرغب إليك عمله، فيُعلمنا ما فيه من عطايا مادية و معنوية محببا لمن هم كمال ديننا و تمام نعمتهِ علينا و مقربا لنا إلى رضاه بهم حيث جعلهم من تمام الدين بقوله
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }

نعم! هي نعمة الولاية التي تكون فيصل كل شيء و هي كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرب، ومع ذلك جاءت الروايات بالعطايا المادية والمعنوية للمحب ، و المصلحة في ذلك، ليهدينا  معهم إلى سفينة النجاة-الحسين عليه السلام- ناهيك إن المحب في عقيدته يعتقد بفريضة الحب لأهل البيت واليكم الروايات التي تناسب المقام .

1- كتاب كامل الزيارات ص ١٨٠:
(حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، عن محمّد بن سِنان ، عن أبي سعيد القَمّاط ، عن بَشّار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : مَن كان مُعْسِراً فلم يتهيّأ له حَجّة الإسلام فليأتِ قبرَ الحسين عليه السلام ، وليعرّف عنده ، فذلك يجزئه عن حَجّة الإسلام ، أما إنّي لا أقول يجزئ ذلك عن حَجّة الإسلام إلاّ للمُعسِر ، فأمّا الموسِر إذا كان قد حجّ حَجّة الإسلام ، فأراد أن يتنفّل بالحجّ أو العُمرة ومنعه مِن ذلك شغل دنيا أو عائق فأتى قبرَ الحسين عليه السلام في يوم عَرَفة أجزأه ذلك عن أداء الحجّ أو العُمرة وضاعف الله له ذلك أضعافاً مضاعَفَة ، قال : قلت : كم تَعدِل حَجّة وكم تَعدِل عُمْرة؟ قال : لا يحصى ذلك ، قال: قلت : مائة؟ قال : ومَن يحصي ذلك؟ قلت : ألف؟ قال : وأكثر ، ثمَّ قال: وإن تَعدُّوا نعمةَ الله لا تحصوها ، إنَّ الله واسعٌ كريم).

نعم الولاية المعبر عنها (عارفا بحقه) كثيرة تصل إلى تسعة عشر رواية و هي باب الحصول على الثواب و الفيصل لكل شيء ألا إن الحسين بابه مفتوح للمحب و المشتاق أليه كما أسلفنا و كل هؤلاء وصلوا لمرحلة التجربة في العطاء والفيوضات واليكم
١-رواية الولاية .
٢-رواية المحب لأهل البيت عليهم السلام .

 1- من كتاب كامل الزيارات ص١٤٥ :
(حدثني أبو العباس الكوفي ، قال : حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن محمد بن الحسين بن كثير ، عن هارون بن خارجة ، قال : قلت لأبي عبد الله غلا : إنهم يرون أنه من زار الحسين غالية كانت له حجة وعمرة ، قال لي : من زاره والله عارفاً بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر).
و أما رواية المحب.
2- كتاب كامل الزيارات ص :
١٤٨:
(حدثني أبي ره ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب . وحدثني محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن بعض أصحابه، عن جويرية بن العلاء، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : إذا كان يوم القيامة نادى منادِ : أين زوار الحسين بن علي ، فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم إلا الله تعالى ، فيقول لهم : ما أردتم بزيارة قبر الحسين عليه السلام ، فيقولون : يا رب أتيناه حباً لرسول الله وحباً لعلي وفاطمة ورحمة له مما ارتكب منه ، فيقال لهم : هذا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فالحقوا بهم ، فأنتم معهم في درجتهم الحقوا بلواء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فينطلقون إلى لواء رسول الله  (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيكونون في ظله واللواء في يد علي الة حتى يدخلون الجنة جميعاً ، فيكونون أمام اللواء ، وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه) .

وهناك مقارنة بين شفاعة العابد في عرفات وبين زائر الإمام الحسين عليه السلام حيث
يذكر لنا أئِمتنا عليهم السلام أن وقوف العابد في عرفات يشفع لأهل منطقته و أهل بيته فضلا عن سقوط الذنوب عنه فنبدأ بفضل الوقوف.
1-  فقيه ۱۳۹ ج ۲ –
قال الصادق عليه السلام:
( ما من رجل من أهل كورة وقف بعرفة من المؤمنين إلا غفر الله تعالى لأهل تلك الكورة من المؤمنين وما من رجل وقف بعرفة من أهل بيت من المؤمنين الا غفر الله لأهل ذلك البيت من المؤمنين).

 أما بالنسبة لزوار الحسين في يوم عرفة فهم ايضا شفعاء كما عن بعض الروايات حيث تذكر الشفاعة لمائة رجل من أهل النار، و البعض الآخر من الروايات يذكر الشفاعة لأهل بيتهم، و هناك عبارة  شفاعة كائنا من كان إلا الناصبي.

1- كتاب كامل الزيارات ص ١٧٤:
حدثني أبي (رحمه الله) و محمد بن الحسن و علي بن الحسين جميعا،عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن رجل ، عن سيف التمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام ،قال : زائر الحسين عليه السلام مشفّع يوم القيامة لمائة رجل كلهم قد وجبت لهم النار ممن كان في الدنيا من المسرفين.

2- كتاب كامل الزيارات ص١٧٥،١٧٤:
(حدثني أبي رحمه الله ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمد بن أورمة ، عن ابي عبد الله المؤمن ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبدالله  عليه السلام ، قال : سمعته يقول:إن لله في كل يوم و ليلة مائة ألف لحظه إلى الأرض يغفر لمن يشاء منه ، و يغفر لزائري قبر الحسين عليه السلام  خاصة  و الأهل بيتهم ولمن يشفع له يوم القيامة كائناً من كان ، قلت : وإن كان رجلاً قد استوجبه النار ، قال : وإن كان ما لم يكن ناصبياً) .

أما المقارنة الثالثة ففي نفس فريضة الحج وجوبا أو ندبا و بتحديد في نية الحاج، و في فعل وترك الزائر، و العجيب في ذلك أن مجرد النية الإيجابية لها تأثير إيجابي يحصل عليه الحاج،  و مجرد النية السلبية تعود على الحاج سلبا معنويا و ماديا، و هناك روايتان الأولى إيجابية النية و الثانية نية الحاج  سلبية تنعكس عليه.
1- كتاب الكافي ٢٨١ ج٤- : (محمد بن يحيى عن محمد بن احمد عن حمزة بن يعلى عن بعض الكوفيّين عن أحمد بن سنان قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول من رجع من مكّة وهو ينوي الحجّ من قبل زيد في عمره) .

2- كتاب الكافي ٢٧٠ ج ٤-: (عليٌ بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبي عمير عن حسين الأحمسي عن ابي عبد الله عليه السلام قال من خرج من مكة وهو لا يريد العود إليها فقد اقترب أجله ودنا عذابه .

أما الزائر فإن تعامله مع زيارة الإمام بإيجابية مثل الحب و المعرفة و الشوق و الود يعطى عليها أقل شيء زيادة في العمر و رزق والحصانة من السوء و من ترك يقصر منه العمر و الرزق و هو غير محصن من السوء وفيها ستة روايات نختار واحدة منها.

1- كتاب كامل الزيارات ص١٥٨ :
(حدثني محمد بن عبدالله الحميري، عن أبيه، عن محمد بن عبد الحميد ، عن سيف بن عميرة ، عن منصور بن حازم قال: سمعناه يقول: من أتى عليه حول لم يأت قبر الحسين عليه السلام انقص الله من عمره حولا ، ولو قلت إن أحدكم ليموت قبل أجله بثلاثين سنة لكنت صادقا ، و ذلك لأنكم تتركون زيارة الحسين عليه السلام ، فلا تدعوا زيارته يمد الله في أعماركم ويزيد في أرزاقكم ، وإذا تركتم زيارته نقّص الله من أعماركم و أرزاقكم فتنافسوا في زيارته، ولا تدعوا ذلك فإن الحسين شاهد لكم في ذلك وعند رسوله وعند أمير المؤمنين و عند فاطمة عليهم السلام).

أما المقارنة الرابعة فإن مقدمتها أن لكل شيء حرمة ، فهناك حرمة يحددها الشرع بالأدلة المباشرة، والأخرى توجهنا الأدلة إلى العرف لتشخيصها، فمثلا حرمة العامل  يحددونها بسافة متر تقريبا، و حرمة حريم  البيت في الطريق المقطوع الذي لا يؤدي إلى مكان فالمساحة التي تكون بين بداية الطريق المقطوع و البيت هو حرمة حريم لذلك البيت من الحيثية العرفية، أما الحيثية الشرعية بالأدلة المباشرة مثل حرمة المؤمن فهي أشد من حرمة الكعبة و قول الإمام علي عليه السلام: {مكة حرم الله و المدينة حرم رسول الله و الكوفة حرمي} حيث جمع قوله بين حرمة المكان وحرمته الشخصية، والكلام يطول في هذه المسألة، و لكن ما يناسب المقام ان هناك حرمة لمرقد الإمام الحسين عليه السلام تقدر بفرسخ و تشتد هذه الحرمة بالقرب من مرقده بإثنى عشر ذراع من كل جهة، إن هذه المسألة مختلف فيها بين العلماء فمنهم من يوسعها إلى خمس فراسخ أي يصل إلى المسمى الآن بخان النصف من جهة النجف و مثله للجهات الأربع، و منهم من يحددها بمدينة كربلاء،  وأسموها كربلاء المقدسة ، ومنهم يقتصر على مبنى الإمام و يسمونه حرم الإمام الحسين عليه السلام، ويتفقون جميعهم بالحائر الحسيني الذي فيه الزائر مخير بين القصر و التمام والذي هو  محل شدة الحرمة، و لو عُدنا للتحديد العرفي فإن الطريق من النجف إلى كربلاء معد للحسين و قد أوقف المؤمنون الحسينيات لخدمة الملايين من زوار الحسين عليه السلام ، و لوتكلمنا عن جهة نقصد منها الأربع جهات و كلام يطول ألا إن وجهة المقارنة بين حرم الحسين عليه السلام و ما حدده الله عزوجل له حرمه و ألا حرمة الله غير متناهية و إنما شدد و ضاعفه في الحدود الموضوعة و نقتصر هنا في ذكر حرم الحسين عليه السلام من روايات أهل البيت عليهم السلام لأن الإفاضة و تواتر في حرمة مكةو بيت الله والمشاعر و حرمة مدينة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم.

و أليكم أيها الأحبة رواية الخمس فراسخ

كتاب كامل الزيارات حدثني حكيم بن داود بن حكيم رحمه الله ، عن سلمة بن الخطاب ، عن منصور بن العباس ، يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: حريم قبر الحسين عليه السلام خمس فراسخ من أربعة جوانب القبر.

ومن من يقول كربلاء المقدسة رواية الفرسخ

كتاب كامل الزيارات ص٢٧٢حدثني أبي و جماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن محمد بن اسماعيل البصري ، عمن رواه ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : حرمة قبر الحسين فرسخ في فرسخ من أربعة جوانبه .

وهناك تحديد للحائر الحسيني الذي عبرتُ عنه بشدة الحرمة أو قل أفضل مكان يستجاب فيه الدعاء و لا يختلف عليه أحد من العلماء.

كتاب كامل الزيارات ص٢٧٣،٢٧٢ حدثني أبي و جماعة مشايخي رحمهم الله ، عن سعد بن عبدالله عن هارون بن مسلم ، عن عبد الرحمان بن الأشعث ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: سمعته يقول: قبر الحسين عليه السلام عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا روضة من رياض الجنة.

و عجيب في هذه المقارنة رواية الإلتزام ببعض لوازم الحج  .

كتاب كامل الزيارات ص١٣٧ حدثني محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد، عن عبدالله بن حماد البصري، عن عبدالله بن عبدالرحمان الأصم ، قال حدثنا مدلج ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال قلت له: إذا خرجنا إلى أبيك أفلسنا في حج ، قال: بلى ، قلت:فيلزمنا ما يلزم الحاج ، قال :ماذا ، قلت: من الأشياء التي يلزم الحاج، قال: يلزمك حسن الصحابة لمن يصحبك و يلزمك قلة الكلام إلا بخير ، ويلزمك كثرة ذكر الله ، ويلزمك نظافة الثياب، ويلزمك الغسل قبل أن تأتي الحائر ، و يلزمك الخشوع و كثرة الصلاة و الصلاة على محمد و آل محمد، و يلزمك التوقير لأخذ ما ليس لك، و يلزمك أن تغضّ بصرك، و يلزمك أن تعود إلى أهل الحاجة من إخوانك إذا رأيت منقطعاً و المواساة، و يلزمك التقية التي قوام دينك بها و الورع عما نهيت عنه والخصومة و كثرة الإيمان و الجدال و الذي فيه الإيمان فإذا فعلت ذلك تم حجك و عمرتك، و استوجبت من الذي طلبت ما عنده بنفقتك و اغترابك عن اهلك و رغبتك فيما رغبت أن تنصرف بالمغفرة و الرحمة و الرضوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *