التطبيق الثالث والعشرون


بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدالحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِق بـقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ.(*) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد

و لازلنا نطبق هيمنة البسملة بشكل متسلسل على آيات سورة البقرة و بعض الأحيان نقوم بتفسير موضوعي وطريقته استقراء آيات الموضوع.

وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)(1)

الله عزوجل يخاطب أهل المدينة لأنهم ألبسوا الحق بالباطل و الباطل بالحق بتحريفهم كتبهم التي فيها كل صفات النبي و الوصي صلوات الله عليهما و الخطاب في تعداد النعم التي أعطاها الله عزوجل إلى بني إسرائيل بشرط نصرة النبي الخاتم.

فمن النعم ما هو بعد المعرفة للدين الحق حيث يقبل الله توبتهم، و تحط كل ذنوبهم عند الباب الخشبي الذي سمي بباب حطة، وهو باب من أبواب البيت المقدس، يدخلون متواضعين و يسجدون لله بعد دخولهم، و بعضهم يقدم الإحسان من نذور و صدقات، وهناك من لم يذنب ولكن استجابة الى دعوة الله عزوجل و عمل الخير و وتزود من المعرفة و كان رساليا و عالما للدين الحق و عن طريقة تعليمه إلى الناس صار الناس يلتجؤون إلى الله عزوجل.

هذه الرحمة الإلاهية التي أعطية لبني إسرائيل التي برحمته إيضا ذكر يهود أهل المدينة بما صنع لآبائهم لعلهم يؤمنون بالنبي الموعود لهم و وصيه صلوات الله عليهما.

أما الرحمة فهو خطاب النبي و أهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين لنا أنه و أهل بيته مثل باب حطة من دخله أمن و من تخلف عنه لا يؤمن عليه.

  • تفسير العياشي: عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام في قول الله: ” وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ” قال: قال أبو جعفر عليه السلام: نحن باب حطتكم (2).
  • تفسير الإمام العسكري عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: هؤلاء بنو إسرائيل نصب لهم باب حطة وأنتم يا معشر أمة محمد نصب لكم باب حطة أهل بيت محمد عليه السلام، وأمرتم باتباع هداهم، ولزوم طريقتهم ليغفر لكم بذلك خطاياكم وذنوبكم، وليزداد المحسنون منكم، وباب حطتكم أفضل من باب حطتهم، لان ذلك كان بأخاشيب ونحن الناطقون الصادقون المؤمنون الهادون الفاضلون، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
    إن النجوم في السماء أمان من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الضلالة في أديانهم، لا يهلكون ما دام منهم من يتبعون هديه وسنته، أما إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قال: من أراد أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، وأن يسكن جنة عدن التي وعدني ربي وأن يمسك قضيبا غرسه بيده وقال الله: كن فكان، فليتول علي ابن أبي طالب عليه السلام، وليوال وليه، وليعاد عدوه، وليتول ذريته الفاضلين المطيعين لله من بعده، فإنهم خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي (3).
  • أمالي الطوسي: ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن أحمد بن القاسم الأكفاني، عن عباد بن يعقوب، عن موسى بن عثمان الحضرمي عن الأعمش عن مورق العجلي قال: رأيت أبا ذر آخذا بحلقة باب الكعبة وهو يقول: من عرفني فأنا جندب، و إلا فأنا أبو ذر الغفاري، برح الخفاء، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومثل باب حطة يحط الله بها الخطايا (4).

——————————————————
*-الطبرسي – الإحتجاج – ج1 – ص294.
1- البقرة:

4-3-2-بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 23 – الصفحة 122 – 123

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *