التوبة

الشيخ زهير الشيخ محمد الشيخ جعفر الخال

رواية ودرس 8
? روي عن أميرالمؤمنين (عليه السلام): ” من تابَ تابَ اللهُ عليهِ وأَمَرَ جَوارِحَهُ أن تستر عليهِ وبقاع الأرض أن تكتم عليه وانسيت الحفظة ما كانت تكتبهُ عليه “.

المصدر: مشكاة الأنوار للعلامة الطبرسي ص١١٥.

? يُحُبُ الله سُبحانَهُ وتعالى التوبَةَ مِن عباده، في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، وهي: الرجوعُ إلى الله والإنابة إليه والإستغفار من كل الذنوب والمخالفات التي ارتكبها العبد عاصياً لأَمرِ الله سبحانه، سواءً كان الذنبُ قولاً، أو فعلاً، أو تفكيراً.

?فتحَ اللهُ سُبحانهُ إلى عبادِهِ باباً إلى عفوهِ وغُفرانه، ليعودَ العِبادُ إليه من بَعدِ ارتكابِ المخالفات، وهذا ما دلَّ عليهِ الإِمامُ (ع) في مناجاة التائبين: { إلهِي أَنْتَ الَّذي فَتَحْتَ لِعِبادِكَ بَابَاً إلَى عَفْوِكَ سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ، فَقُلْتَ: ( تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحَاً )، فَما عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ الْبابِ بَعْدَ فَتْحِهِ }.

? إن الذنوبَ تُسَبِبُ نُزول أنواعِ البلاء، فمن تلك الذنوب ما يهتِكُ العِصَم، وما يُنزِلُ النِقَم، ومنها ما يُغَيِرُ النِعم، ومنها ما يَحبُسُ الدعاء، ومن الذنوبِ ما يُنزِلُ البَلاء.

فكما للأمراضِ الصحية التي يعانيها الإنسان من أضرار فإن لها دواءٌ وعِلاج، فإنَّ للذنوبِ والمعاصي التي يرتكِبُها الإِنسان وتنعكس آثارها عليه من أضرارٍ فادِحة وآثار خطيرة لها علاجٌ ودواء، وعلاجُ الذنوب هو ” التوبة إلى الله عز وجل والرجوع إليه “.

? علاجُ الذنوب التوبة، وللتوبةِ شروط لكي تكفرَ عن ذنبك الذي ارتكبته: الإيمان والتقوى فإنها تكفر وتغفر جميع الذنوب، وحُب الله واتباع الرسول (ص)، والإستغفار إلى الله، والندمُ على الذنب، والإقلاعُ عنه، والعزمُ على عدمِ الرجوع إليه، والإخلاصُ في التوبة، وإقامة الصلاة، والتصدق فإن الصدقة تكفرُ السيئات.

? إن الله قال في كتابهِ المجيد: { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ }.

? وقال سبحانه وتعالى: { فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.

وقال جل شَأنُه: { أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.

” إلهِي إنْ كانَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْب تَوْبَةً، فَإنِّي وَعِزَّتِكَ مِنَ النَّادِمِينَ، وَإنْ كَانَ الاسْتِغْفارُ مِنَ الْخَطيئَةِ حِطَّةً، فَإنِّي لَكَ مِنَ الُمُسْتَغْفِرِينَ، لَكَ الْعُتْبى حَتّى تَرْضى “.

خادم الآل
الميرزا زهير الخال

النجف الأشرف

الجمعة ٢١ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *