الصبر، أشرف خلائق الإنسان

الشيخ زهير الشيخ محمد الشيخ جعفر الخال

رواية ودرس 13

? روي عن أميرالمؤمنين “عليه السلام”: ( الصبرُ أَحسَنُ خلل الإيمان وأشرف خلائِق الإنسان ). ميزان الحكمة / حديث ١٠٠١٩.

? الصبرُ في اللُغة هو: الحَبْسُ والكَف، قال تعالى: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }. سورة الكهف/ آية ٢٨.

واصطلاحاً: حبسُ النفس عن فعل شيءٍ أو تركُهُ ابتغاء وجهِ الله سبحانه، قال تعالى:

{ وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ }. سورة الرعد/ آية ٢٢.

? وحديثُ أميرالمؤمنين من روائِع سيدِ البلغاء والمتكلمين “عليه السلام”، وأوضحُ وأجلى كلامٍ في فضل الصبر.

يصفُ الأميرُ “ع” الصبرَ بِأَنهُ من أشرفِ الأخلاقِ الإنسانية، معنى ذلك أن الذي يتحلى بِهِ هو مِن أَشرفِ الناس وأعظمهم أخلاقاً، وهذا ما هو واضح جليٌ في امتحان الأنبياء “ع” فإن احدى البليات التي يتعرضُ لها الأنبياء لكي ينالوا مقام الإمامة الإلهية تتطلب الصبر الشديد، فالنبي إبراهيم “ع” قد صبر على طاعة الله جل وعلا بعد أن أمرهُ بذبحِ ولدِهِ اسماعيل “ع” فكاد أن يذبح ابنه لولا الفداء العظيم من الله سبحانه، بعد أن أظهر نبي الله إبراهيم “ع” صبراً على أداء التكليف والأمر الإلهي، فأعطاهُ الله مقام الإمامة الإلهية.

فالصبرُ صِفَةٌ تَدُلُ على كمال الإيمان، بل هي رأسُ الإيمان كما دل الحديثُ عن الإمام الصادق “ع”: ( الصبر من الإيمان بمنزلةِ الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأسُ ذَهَبَ الجسد، كذلك إذا ذهبَ الصبرُ ذَهبَ الإِيمان ). الكافي/ج٢/ص٨٨.

وناهيكَ عن شرف الصبرِ، وجلالة الصابرين، أن الله جل جلاله أشادَ بهما، وباركهما، فبَشَرَ الصابِرين بالرضا والحُب، فقال تعالى: { وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } آل عمران/ آية ١٤٦.، ووعدهم بِحُسنِ العاقبة ، فقال سبحانه: { سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار } الرعد/ آية ٢٤.

? هُنـا سؤال: كَيفَ يكونُ الصبر ؟

الجواب: ( سَأَلَ رسول الله “ص” جبرائيل “ع”: يا جبرائيل فما تفسير الصبر ؟، قال: تصبرُ في الضراء كما تصبرُ في السَراء، وفي الفاقة كما تصبِرُ في الغنى، وفي البلاء كما تصبرُ في العافية، فلا يشكو حالهُ عندَ المخلوق بما يصيبَهُ من البلاء ). ميزان الحكمة/ الحديث ١٠٠٩٠.

? عن أميرالمؤمنين “ع” في ديوانه المنسوب إليه:

اصبُر قليلاً فبعدَ العسر تيسيرُ

وكل أمر لهُ وقتٌ وتدبيرُ

وللمهيمن في حالاتنا نَظَرٌ

وفوق تدبيرنا لله تَقديـرُ
خادم الآل

الميرزا زهير الخال

النجف الأشرف

الإثنين ١ جمادى الأولى ١٤٣٥هـ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *