الشُكر .. من مكارم الأخلاق

الشيخ زهير الشيخ محمد الشيخ جعفر الخال

رواية ودرس 6

? روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: ( مَن قَصُرت يَدهُ بالمكافأة فليُطل لسانَهُ بِالشُكر )وسائل الشيعة ج١٦، ص٣١١.

? من أَجَلِّ الصفات وأروعِها في الإنسان المسلم المؤمن، ومن أروع الخُلُق ومن مكارم الأخلاق ” الشُكـر “.

فإذا تحلى المسلم بخلق الشكر والحمد لربه، فإنه يضمن بذلك المزيد من نعم الله في الدنيا، ويفوز برضوانه وجناته، ويأمن عذابه في الآخرة، فقد قال تعالى في سورة إبراهيم: ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ).

? جعل الإسلام (الشكر) خُلقاً فعالاً لزيادة المودة بين المؤمنين، فعلى الإنسان أن يتقدَمَ لمن قدمَ له خيراً وفعلَ لَهُ حسناً بشُكرِهِ والثناء عليه.

وإن من الخُلق الكريم أن تشكر من أحسن إليك، فقد روي عن النبي (ص): (من أتي إليه معروف فليكافِ به، فإن عجز فليُثنِ عليه، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة). وكذلك مما ورد عن الإمام زين العابدين (ع): أشكركم لله أشكركم للناس.

وواجِبُ الإنسان المسلم أن يشكُر من أسبغ عليه وعطف، وغمرَهُ بنعمٍ لا تُحصى، وعطايا جمةٍ لا تُعَد، فالمنعِمُ الأعظم هو ” الله سبحانه وتعالى “.

فمن أعظم العبادات هو الشكر لله جل وعلا، على ما أعطى وأنعمَ على عبده.

? فعن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن (ع) يقول: ( من حمدَ الله على النعمة فقد شكره وكان الحمدُ أفضل من تلك النعمة ).

وقد استفاضت الروايات الشريفة التي تحثُ الإنسان المسلم على الشكر فَـإن شكرت أُعطيتَ زيادةً من النعم والبركة، فعن الصادق (ع): من أُعطي الشكر أُعطي الزيادة.

ومن أجلى تجليات العبودية السجودُ لله سبحانه شُكرا على ما أسبغ وأنعم.

? عن الإمام الصادق (ع): ( من سجد سجدة الشكر لنعمة وهو متوضأ كتب الله لهُ بها عشر صلوات، ومحا عنهُ عشر خطايا عظام ).

وإنَّ أدنى – أي أقل – ما يجزي في سجدة الشكر ( شكراً لله ) ثلاث مرات.

(رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين )

خادم الآل

الميرزا زهير الشيخ محمد الخال

النجف الأشرف

١٧ ربيع الثاني ١٤٣٥هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *