حوارية اليوم السابع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

السائل : ما التفاسير التي أقتنيها لكي أتدبر في القرآن الكريم؟
الشيخ :  {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ }{وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۖ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } هذه الآية ٧ من سورة الأنبياء الجزء السابع عشر الذي أغلب الناس يقرءونه تزامنا مع اليوم وفيه  إن أهل الذكر هم أهل البيت النبوة المعصومين الأطهار صلوات الله عليهم فإن سألتني ما هي التفاسير التي يمكن تقتنيها أنصحك بتفاسير أهل الذكر التي هي مروية عن أهل البيت عليهم السلام لأن كلامهم نور مثل كتاب البرهان و هناك تفاسير ضرورية في شرح المفردات تحتاج إليها في وقت قراءتك للقرآن أما إذا أردت بحوثا مطولة و محاضرات فهناك التثقيفية التي لا تحتاج فيها إلى الرجوع في غالب الأحيان إلى المتخصصين وهناك تفاسير متخصصة مثل:
تفسير مواهب الرحمن، و تفسير الأمثل ، تفسير الميزان وهناك تفاسير لتوضيح الصور البلاغية مثل الكشاف الذي يركز على الجانب اللفظي، ولا يخلو بطبيعة الحال من ذكر الصور الإبداعية التي تؤثر على الإنسان من معرفة عقائدية، و وعظ أخلاقي، و جوانب كثيرة في الحياة.
السائل: وهناك سؤال يتبادر إلى الذهن  لماذا تحببنا في تدبر القرآن ؟
الشيخ: لأنه رأس السعادات كما في قوله تعالى: {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}، و لايمكن لأولي الألباب تمام التذكر والتدبر إلا عن طريق كلام وتشريع رب العزة والنبي الأكرم صلى الله عليه و آله: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} و امتيازات هذه الحكمة الفوز بالدارين ، دار الدنيا و دار الآخرة.
أما الجهل بهذه المعارف فهو رأس الشقاوات: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}، و عقوبات غير أولي الألباب المعرضين عن القرآن هي الخسران في الدارين، دار الدنيا و دار الآخرة ، كماوفي قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ}.
السائل : في الآية ٣٧ من سورة الأنبياء قوله تعالى: { خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} من المقصود ؟
الشيخ : الله سبحانه يستنكر على الذين يستهزئون بأنبياء الله الذين يحذرونهم من نزول العذاب، و بدون تفكير ، بشكل هازل،ف يقولون لهم: متى ينزل العذاب؟! فقال الله عز وجل في كتابة: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} أي نزل عليهم العذاب .
ولكن يجب أن تعرف المقصود من صدر الآية: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ}
هو جميع الناس، و بما أن الله أعطاك إرادة فلابد من معرفة اللحظات المناسبة للعجلة والتأني والتوقف .
فالعجلة الممدوحة هي التسابق إلى الخيرات، فعن الإمام الباقر عليه السلام: (من هم بشيءٍ من الخير فليعجله فإن كل شيء فيه تأخير فإن للشيطان فيه نظرة )، وعن الإمام الصادق عليه السلام يقول : ( كان أبي يقول إذا هممت بخير فبادر فإنك لا تدري ما يحدث ).
و العجلة المذمومة منها: ما جاء من المستهزئين على الأنبياء سلام الله عليهم دون تدبر و تفكيرفي حكمهم على الأمور، وعداوتهم اما جهلوا، ومنها: ما جاء في كتاب أمير المؤمنين عليه السلام لمالك الأشتر لما ولاه على مصر: ( ولا تعجلنَّ إلى تصديق ساعٍ فإن الساعي غاش و إن تشبه بالناصحين)، و مثله في المعنى: ما جاء عن الإمام الباقر عليه السلام : (إنما اهلك الناس العجلة ولو أن الناس تثبتوا لم يهلك أحد).
والكلام فيه يطول و الحمد لله رب العالمين.


سورة البقرة:٢٦٩
سورة آل عمران:١٦٤
سورة النحل : ١٠٨،١٠٩
سورة طه : ١٢٤
الكافي ج٢ ص١٤٢.
نهج البلاغة كتاب ٥٣.
البحار ج٧١ ص٣٤٠.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *