مفردتي الرحمن و الرحيم٤

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ، مُنَزِّلَ القُرآنَ، هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وأنزَلتَ فيهِ آياتٍ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى والفُرقانِ. اللَّهُمَّ ارزُقنا صيامَهُ، وَأعِنّا عَلى قيامِهِ.(*)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد.

                                                                          معنى مفردات البسملة

تكملة لحاظ و جهات في رحمة الله عزوجل

الرابع: الرحمة الإلهية في النصوص القرآنية.

1- قوله تعالى في سورة الفاتحة: {الرحمن الرحيم} تكرار الجملة بعد جملتين قصيرتين دليل على تثبيت ما جاء من جميل القول و تقديم هذه الصفتين على باقي الصفات مثل تكرارهم قبل كل سورة عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال: <<البسملة تيجان السور>>(1).

و بطبيعة الحال إن التاج أعلى مرتبة في الإجسام عادة.

2- قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }(2)

هذه الحياة الدنيا امتحان و تمحيص حسب قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }(3) يمتحننا بالخوف و بالبلاء مثل بعض الأمراض ، و أكبر مصداق لمثل هذه الامتحانات مرض أيوب عليه السلام و صبره ، و موت أبنائه، و انتهاء مزارعه بالحرق، رغم كل هذه الابتلاءات فقد صبر عليه السلام ، فنزلت عليه الرحمة في الدنيا قبل الآخرة، وأعاد الله له كل هذه الأمور، شوفي من مرضه و رزقهم الله عشرة أولاد كالسابق، و فاضت مزارعه من الثمرات جزاءً له بما صبر، فأنزل الله عزوجل الرحمة عليه.

3- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (4).

زكاة العلم تعليمه، و لابد من إظهار العلم في وقت الحاجة، فكتمانها لعنة من الله، و أظهارها رحمة منه.

4- قوله تعالى : {و اتقوا النار التي أعدت للكفرين و أطيعوا الله و الرسول لعلكم ترحمون}(5)

العمل على أوامر الله و رسوله و ترك النواهي إيضا موجب للرحمة الإلهية.

5- قوله تعالى: {فأما الذين ءامنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمةٍ منه وفضل و يهديهم إليه صراطا مستقيما}(6).

في الشق الرابع أشار رب عزة و جلال إلى فروع الإسلام من أوامر و نواهي، و لكن هنا يشير إلى أركان الاسلام و عقيدة المرء بشرط أن تكون ثابتة، و وعد برحمة ، و أكدها بحرف الجر و الضمير العائد إليه (منه)، و تبعها بفضل، أن يوضح للمؤمن نور طريق الهداية إلى الصراط المستقيم .

والحمد لله رب العالمين

——————————————————

1- تفسير القرطبي – ج1-ص92

2-البقرة 156-157

3- الملك2

4- البقرة159-200

5- آل عمران 132

6- النساء 175

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *