آثارها المادية علينا في الدنيا ٦

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد 

الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِق بـقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ.(*)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد 

تدبر في آية البسملة 

آثارها المادية علينا في الدنيا عند قرائتها و آثار نسيانها أو تركها ٦*

تتمة التعداد الرابع آثار تركها أو نسيانها

و هناك ترقي ليثبت آثار تركها أو نسيانها من ذم الكتمان (الإخفات) بل أعلى من ذلك هو القول بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

 يدل على ذلك أن القول بالعمل بها في الصلاة مقدم أي لا تقية في الجهر بها كما صرح به في كتاب الذكرى و جاء ما يدل على ذلك من تواتر الأخبار على وجوب الجهر على أقل تقدير بصلاة الصبح والعشائين واستحباب الجهر بها في الظهرين.

– وعن أحمد بن محمّد الكوفي، عن علي بن الحسن بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن هارون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: كتموا بسم الله الرحمن الرحيم فنعم والله الأسماء كتموها، كان رسول الله (صلّى الله عليه واله) إذا دخل إلى منزله واجتمعت عليه قريش يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، ويرفع بها صوته، فتولي قريش فراراً فأنزل الله عزّ وجلّ في ذلك: {وإذا ذكرت ربّك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا} (2)(1).

و شاهدنا في هذه الرواية ثلاثة أمور الأمر الأول ذم الكتمان أما الثاني هو في مدح الجهر و الأمر الثالث تأثيرها المعنوي والنفسي على غير المؤمنين .

– العياشي: عن زيد بن علي قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فذكر {بسم الله الرحمن الرحيم} فقال: تدري ما نزل في {بسم الله الرحمن الرحيم}؟ فقلت لا، فقال: إن رسول الله كان أحسن الناس صوتا بالقرآن، وكان يصلي بفناء الكعبة يرفع صوته، وكان عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل وجماعة منهم يستمعون قراءته، قال: وكان يكثر ترداد {بسم الله الرحمن الرحيم} فيرفع بها صوته، فيقولون إن محمدا ليردد اسم ربه تردادا فيأمرون من يقوم فيستمع عليه ويقولون إذا جاز {بسم الله الرحمن الرحيم} فأعلمنا حتى نقوم فنستمع قراءته فأنزل الله في ذلك {وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده – بسم الله الرحمن الرحيم – ولوا على أدبارهم نفورا} (3)(4).

وفي هذه الرواية بيان عملي في محبوبية الجهر بها و تكرارها و تأثر الناس منها على حسب نياتهم كالمؤمنين بالاطمئنان، و غير المؤمنين، و فئة المتكبرين و المعاندين في نفور، و الرواية التي بعدها تشمل المنافقين أيضا.

– عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى بالناس جهر ببسم الله الرحمن الرحيم فيخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف فإذا جازها في السورة عادوا إلى مواضعهم، وقال بعضهم لبعض: إنه ليردد اسم ربه تردادا إنه ليحب ربه فأنزل الله {وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا}.(5)

بقي ذكر الدلالة في تواتر الأخبار بوجوب الجهر بها في صلاة الصبح والعشائين واستحبابها في الظهرين بشكل مختصر جدا إلى أن انفرد لهذا الموضوع باب بأحكامها مستفيدين هنا من محبوبية الجهر بها و ذم الكتمان للتأكيد على استخدامها للتأثير المادي على المتلفظ بها و المعتقد بها أما تأثر غير المؤمنين بالنفور و الفرار حين سماعها، و شاهدنا هنا ذم تركها و ترقى إلى ذم كتمها ( الإخفات) و ترقى أكثر و أكثر بها إلى الجهر بها حتى أوجبها و جعلها سنة و لم يعمل بالتقية في القول بالجهر بها بل وصل التواتر بالبعث على الجهر بها.

– في كتاب الخصال: عن أحمد بن محمد بن الهيثم وأحمد بن الحسن ومحمد بن أحمد والحسين بن إبراهيم وعبد الله بن محمد وعلي بن عبد الله الوراق، عن أحمد بن يحيى ابن زكريا، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن الصادق عليه السلام قال: الاجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة واجب (6).

 – في كتاب العيون الأخبار : عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام فيما كتب للمأمون قال: الاجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلوات سنة (٧).

_______

1 – الكليني – الكافي ج8 – ص 266|387.

2 – الاسراء 17: 46.

3 – محمد بن مسعود العياشي -تفسير العياشي – ج2- الصفحة 295.

4 – الإسراء 45.

5 – نفس المصدر.

6 – الصدوق – الخصال – ج2 – ص151.

7 – الصدوق – عيون الأخبار – ج2 – ص123.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *